للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عدى من تحت بيت القاضى زين الدين سالم فقيه المقر الأشرف والأتابك أزبك [١٦٧ ا] بعد أن رآى وشاهد الروك وما اجتمع فيه من الخلائق والعوالم ومن اختلاط النساء والرجال والولدان، فلما رأوه صاحوا بالدعاء له وعجوا وضجوا وهو ينظر إليهم وهم حول فرسه ولا يمكن أحدا من ضربهم ولا إبعادهم عنه إلى أن عدى فى شختور لطيف بمفرده وصحبته مملوك حامل السيف والترس وتبعه جانبك حبيب فصار واقفا فى خدمته لا غير؛ ولما كان يوم الثلاثاء دخل القاهرة من باب البحر بعد أن بات وأصبح مقيما فى ضيافة ابن شقير شيخ أوسيم.

ولما دخل من باب القنطرة شق المدينة وفى خدمته الأمير سودون الأفرم أحد المقدمين الألوف والأمير تنبك قرا الدوادار الثانى والأمير جانبك حبيب الأمير آخور الثانى والإمام العلامة برهان الدين الكركى وعدة من رءوس النوب والوالى وعدة من الخاصكية والمماليك السلطانية إلى أن وصل إلى باب الصالحية النجمية المقابلة للصاغة انفرد عن العسكر وتوجه إلى جهة خان الخليلى، فرآى عمارة الأمير الدوادار الكبير ودخل إلى بيت نفسه الذى كان فيه وهو أمير، لأن قاضى القضاة قطب الدين الخيضرى نزل فيه، فبلغه أنه نائم فقال لهم:

«سلموا عليه»، وتوجه للقلعة فسبحان من منح هذا السلطان الشجاعة والتوكل.

ولنعود إلى ترجمة الشيخ نجم الدين فهو محمد بن ولى الدين عبد الله بن زين الدين عبد الرحمن الزرعى كان والده قاضى عجلون، وعجلون قرية من دمشق، كان عالما بارعا محققا عين أعيان الشافعية بدمشق بل وبالقاهرة، دينا خيرا كيسا هينا لينا زهرا فى ملبسه ومركبه ومنظره ومخبره، عديم النظير فى الفضائل والصفات الجميلة الجليلة. مولده سنة إحدى وثلاثين وثمانى مائة بدمشق ونشأ تحت كنف والده فحفظ كتاب الله وجوّده بالروايات

<<  <  ج: ص:  >  >>