للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحفظ كتبا كثيرة فى الفقة وغيره، وقدم به والده إلى مصر فى سنة خمسين تخمينا وسمع على عدة من المشايخ منهم شيخنا شيخ الإسلام ابن حجر رحمهما الله وحضر الإملاء عليه، وقرأ على الشيخ علاء الدين القلقشندى فى ألفية العراقى، واختلف فى [١٦٧ ب] قراءته على الشيخ شمس الدين القاياتى، وقرأ على الشيخ محيى الدين الكافيجى فى المعقول، وكذا قرأ على الشيخ شمس الدين الشروانى فإنه كان أعنى نزيلهم وانتفع به، وقرأ على العلمى صالح البلقينى وحضر دروسه، وقرأ على الشيخ كمال الدين ابن الهمام فى كتابه «التحرير» ولازمه وانتفع به واستفاد منه. كان آية من آيات الله. وعدّة محفوظاته للكتب إثنان وعشرون كتابا يحفظها مثل الفاتحة، وصنّف التصانيف الفائقة منها «تصحيح المنهاج»، ومنها «التاج على المنهاج»، ومنها «تحرير المنهاج» إلى غير ذلك من العربية وغيرها.

وكان عنده تواضع ولين جانب، سهل الانقياد، طلق المحيّا، أبيض معتدل القامة، كثير العبادة، شديد الورع فى مأكله وملبسه، حتى أنه قال بتحريم السنّجاب فإنه مخنوق وخالفه فى ذلك كثير من مصر والشام وهو لا يرجع عن ذلك لما قام عنده من الدليل فى صحة دعواه، وكان قد اشتهر بدمشق وصار عالمها وفقيهها، ومدار أمورها عليه، وله صحبة تامة بالسلطان هو وأخوه الشيخ زين الدين عبد الرحمن والأمراء وأهل الدولة سيما عظيمها ورئيسها المقر الأشرف الزينى ابن مزهر الأنصارى كاتب السر حفظه الله، وكان جلّ قصده فى الحضور إلى مصر لأجل زيارة السلطان والمقر الزينى ابن مزهر المذكور، ودخل القاهرة موعوكا بالباردة والحمى، ثم اختلف عليه الأدواء وتصرف (١) فيه الأطباء فتزايد ألمه وظهر سقمه ولزم الوسادة فحصل له استسقاء، وسافر فى محفة إلى دمشق بعد أن سأل غالب المحبين له أخاه (٢) الزينى عبد الرحمن فى عدم السفر به حتى إن رئيس


(١) فى الأصل «تصرفوا».
(٢) فى الأصل «أخوه».

<<  <  ج: ص:  >  >>