من أطباق المماليك السلطانية أو غيرهم، فسبقه الهدم وسقط عليه، وكان آخر الليل فبات تحت الردم وأصبح أهله وأولاده فوقفوا للسلطان فرسم بمائة دينار يشترى به مكان لبيت الميت تأخذ أجرته، ورسم للميت بثوب بعلبكى وثلاثة أشرفية لخرجته ومصروفه، فنصره الله وجزاه خيرا.
يوم الاربعاء ثانى عشريه وفعت حادثة شنيعة غريبة قليلة الوجود والوقوع، حتى إن شخصا من المغاربة [كان] مقيما بمسجد يعبد الله ويصلى ويؤذن ويقرأ: كل ذلك بالمناوات من الجيزية على ما تواتر به النقل وصار له سمعه وأبهة، فصار أولاد النصارى يسمعون قراءته وصلاته فيسلموا، فعز ذلك على أهلهم فتحيلوا على المغربى المذكور وخنقوه حتى تدلى لسانه فقطعوه وشقوا بطنه وقالوا له:«أنت تفتن أولادنا» وحملوه ليلقوه فى جب، فصاروا كلما توجهوا به إلى جب يجدونه مردوما إلى أن سقط فى أيديهم وقبض عليهم الكاشف وجهزهم إلى القاهرة، فتسلمهم الوالى وأحضرهم بين يدى الأمير جانبك من ططخ الفقيه أمير آخور كبير فلم يأمر بقتلهم إذ ذاك حتى يعرضهم على السلطان وأمر بسجنهم، وكان العوام لما بلغهم ذلك تجمّعوا وتحزّبوا ورجموهم تحت القلعة إلى أن ماتوا، وقيل إن عدة النصارى ستة نفر، فأما أحدهم لما شاهد هذا الهول العظيم رفع أصبعيه بالتشهد إشارة إلى أنه أسلم فكفوا عنه وسجنوه، ولو أسلم بعد أن قتل يقتل لأنه خان عهد الله وذمته بخلاف [لو] ما كان القاتل حربيا وأسلم فإنه لا يقتل والسلام؛ وبلغ السلطان نصره الله ذلك فتغيّظ وتكلم معه الأتراك فى أن العوام يقتلون بأيديهم ويمسكون لجام المماليك السلطانية ويحكمون لأنفسهم، فازداد غضب السلطان ورسم للوالى أن ينادى بالمدينة حسب المرسوم الشريف أن أحدا لا يحكم لنفسه ولا يقبض لجام مملوك وأمثال ذلك.
وفيه حضر المقر الشرفى الأنصارى وكيل بيت المال وغيره ممن توجهه لجهة