للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يوم السبت ثالث عشريه ركب السلطان من قلعة الجبل بعد الآذان وصلى الصبح وتوجه إلى طرى فما فوقها، وتوجه فى خدمته بعض أمراء: مقدمو ألوف وطبلخانات وعشرات، وتوجه أيضا معه كاتب سره المقر الزينى ابن مزهر الأنصارى حفظه الله فبات ليلته بها، وأصبح معه إلى آخر النهار فصعد القلعة فى خير وأمان، والله المستعان. وأصبح يوم الأحد فركب وسير وكذا يوم الاثنين.

يوم الثلاثاء سادس عشريه دار المدراء بجنازة صاحبنا الشيخ عز الدين الميقاتى بالمؤيدية شيخ وتوفى فجأة، فإنه كان نائما بالجامع المذكور وسبح بمئذنته ونزل إلى صلاة الصبح فحصل له انخدار فى حلقه فأراد القئ فما استطاع، فسقط مغشيا عليه فحمل فى عباءة بين أربعة أنفس وصعدوا به إلى بيته فمات من وقته، وكان فاضلا فى علم الميقات وله فيه مصنفات ويقرئ فيه، ولم يخلفه بعده مثله.

وكان ساكنا دينا وللناس فيه محبة وابتهاج به، حلوا المذاكرة لطيف المحاضرة، وأخذ وظيفته بالمؤيدية بعده مؤذن الأتابكى أزبك بجاهه، وكان له مشهد عظيم رحمه الله تعالى.

وفيه شكى القاضى فتح الدين السوهاجى (١) للسلطان نصره الله بسبب قضية سطو بقانصوه الإسحاقى فطلب طلبا حثيثا بجماعة من المهاترة بالطشطخاناه فحصل له بهدلة زائدة، والقضية هى أن قانصوه المذكور اشترى عقارا أو غيره من شخص وحكم بموجب البيع حاكم حنفى، ثم بعد ذلك أراد قانصوه رد المبيع فما صعد من يده، وشكى إلى الأمير الدوادار الثانى فما أنصفه ورسم على أخصامه بنفسه، وطلب القاضى فتح الدين السوهاجى فذكر أن بينهم مقاتل،


(١) راجع ترجمته فى الضوء اللامع ٩/ ٥٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>