للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

به عن المسلمين، ومنهم من تبعه فى ذلك، ومنهم من فعل به كما فعل بابن الصابونى، وأذكرنى أمره، فبلغنى عنه أنه أذن له فى النزول إلى القاهرة فى الترسيم ليحصل شيئا مما قرر عليه لأجل تجهيز التجريدة لقتال شاه سوار، والأمر لله يفعل ما يريد، مع أن جماعة ما طرق قلبهم الهم والغم وهم العوام والفقراء فإنهم يتنزهون ويتفرجون، فلا بارك الله فيهم، ما أقبح أفعالهم.

وفى يوم الخميس ثامن عشره خلع على الأمير سودون القصروهى خلعة الأنظار المتعلقة بوظيفة رأس نوبة النوب.

وخلع أيضا على الأمير تنبك قرا الإينالى الدوادار الثانى خلعة الأنظار.

ولم ينفق السلطان على أحد من المجرّدين فى هذا اليوم، بل أمر بالنفقة لهم فى يوم السبت كما سيأتى ذلك إن شاء الله تعالى فى محله.

وفى يوم الجمعة تاسع عشر وصل إلى السلطان كتاب الأمير أبى بكر بن صالح حاجب حجاب حلب يتضمن أشياء، منها أن المقرّ الناصرى محمد بن عثمان - متملك بلاد الروم - غضب على وزيره محمود باشاه - صاحب الصولة الهاملة والكلمة النافذة والحرمة الوافرة - وقبض عليه قبضا شنيعا، وسبب القبص عليه أن حسّن لأستاذه التوجه لابن قرمان حتى وقع له ما وقع من الكسرة والنهب حتى نهبوا أثقاله، وسبب النهب أن الناصرى محمدا أطرى عليه الرجوع إلى بلاده، فتبعه أحمد بن قرمان، فصار يضرب فى أعقابه حتى قتل من عساكره ثمانية آلاف رجل وشرعوا فى النهب، حتى إن من جملة ما نهبه ابن قرمان سبعمائة عربة (١) محملة، والعربة هى التى تجر على الجمال والخيول والبقر، فلما وصل ذلك لابن عثمان عظم عليه واغتمّ واهتمّ، ونسب ذلك لوزيره وأنه المدبر لذلك وأنها مكيدة منه، وذكر فى الكتاب أن حسن بك بن على


(١) بضم العين كما فى الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>