للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفى يوم الثلاثاء رابع عشره رسم الأمير عظيم الدنيا أمير سلاح بنفى شخص من المماليك السلطانية يسمى خشقدم من جيران الأمير مجد الدين ابن البقرى بلغ الأمير - دامت سعادته عنه - ما أوجب ذلك، فأخرجه نقيب الجيش من فوره على العادة.

وفى يوم الاربعاء خامس عشره ويوافقه مستهل شهر بشنس القبطى، ففى ثالثه الموافق له من الشهور العربية سابع عشره عند صلاة الجمعة لبس السلطان نصره الله القماش البعلبكى المعد لبسه للصيف ونزع الصوف، وهذا سابق على العادة بأربعة أيام وموجب ذلك هجوم الحر وشدته.

وفى يوم السبت ثامن عشره عقد مجلس بالقلعة - داخل الحوش السلطانى بحضور السلطان، حضره قضاة القضاة وبعض نوابهم - بين الأمير خير بك حديد الأشرفى أحد المقدمين الألوف الأشرفى برسباى وبين المصونة خوند شقرا بنت الناصر فرج والظاهر برقوق بسبب ما بينهما من النزاع الذى فى الأراضى التى بالفيوم، وأصل هذه المسألة على ما بلغنى أن خوند المذكورة كان لها هذه الأراضى بالفيوم فأكل غالبها البحر ثم نشأ بجانبها جزائر، فاتفق أن البباوى لما توزر فى دولة الظاهر خشقدم بلغه ظهور هذه الجزائر فسحبها واستولى عليها (١)، فوقفت خوند المذكورة للسلطان خشقدم وذكرت له صورة الحال مفصلة وأن الوزير البباوى استولى عليها، فرسم لها السلطان بالجزائر المذكورة، ورسم لها بكتابة مربعة شريفة فكتب لها مربعة شريفة، وابتاعت ذلك من بيت المال المعمور، وثبت ذلك فى الشرع. ثم باعت ذلك للمقر الأشرف السيفى خايربك المذكور وأجّرته الوقف مدة معلومة بثمن معلوم وقبضت ذلك منه معجلا، فعمر خير بك المذكور فى المكان غيطا عظيما وغرس فيه أشجارا كثيرة


(١) أى استولى على الجزائر.

<<  <  ج: ص:  >  >>