وصارت (١) تثمر له من سائر الفواكه الطيبة، وسماه «الروضة»، وعمر به جامعا ومعصرة ودورا وحوانيت وجسورا وقناطر وغير ذلك. وأقام به عدة من المزارعين والفلاحين والمستأجرين كل ذلك بالأرض التى ابتاعها، وأقرضهم مالا وقوّاهم. هكذا أخبرنى شخص من جماعته. ثم أن الإجارة انقضت فأرادت خوند المذكورة أن يستأجر منها على العادة ويعجل لها، فاعتذر لها بأعذار منها أن الفلاحين عليهم باقى جملة من المال والخراج وأنه ما بقى يستأجر شيئا وكأنه استغنى عن الرزقة بالموقوفة بالذى اشتراه وعمّره وأنشأه، فوقفت لعظيم الدنيا أمير سلاح المذكور ولمولانا السلطان عز نصره وذكرت أن الذى باعته وقف، وأنه غصب من أرض الوقف جانبا أدخله [١٨٩ ا] فى ما أنشأه وزرعه، فسأل السلطان من قضاة القضاة عن هذه المسألة وأمرهم أن يخبروه عن الحق هو فى أى جانب، فذكروا له أن لابدّ لهم من أمور ومقدمات وشهود، وعجزوا فى الصلح بينهم فلم ينفصلوا، فرسم لهم بعقد مجلس ثان بقضاة القضاة فى بيت رئيس الدنيا ابن مزهر الأنصارى كاتب السر حفظه الله فحضروا إليه فى يوم الأحد تاسع عشره ولم ينفصلوا، وحصل بين قاضى القضاة المالكى وبين الخطيب الوزيرى مباحثة ومجادلة أدت إلى أن أمر بإقامة الخطيب من المجلس فامتنع، فنهض الشريف رسول المالكى ونقيبه فمسكوه وانقطع طوقه ولم يقم، وساعد القاضى الحنفى المالكى وهم بتأديبه وكلّمه كلمات حسنة، كل ذلك والخطيب لا يقوم من منزله، فقام المالكى من المجلس مغضبا حنقا متوجها لمنزله فحلفوا عليه فامتنع، فتبعه صاحب المجلس وكلمه كلمات من جملتها:«إن المجلس للسلطان» وغير ذلك، فرجع وتكلموا فيما هم فيه، وشهدت البينة بأن الذى ابتاعه الأمير