من خوند عدة كذا وكذا وأنه لم يدخل فيه شئ من الوقف، وخرجوا على تزكية البينة، ولما عاد قاضى القضاة المالكى عاد الخطيب وانفصل المجلس على ذلك، والله الحاكم والمالك.
وفى ليلة يسفر صباحها عن يوم الأحد تاسع عشره أطلق عظيم الدنيا أمير سلاح الدوادار الكبير وما مع ذلك الأمير مجد الدين ابن البقرى من الحديد والترسيم، وسلمه لأخيه القاضى شرف الدين عبد الباسط، وتوجه إلى داره ليقوم بما عليه من المال، وقيل إنه ساع فى إقامته فى الوظيفة. فالله أعلم بحقيقة ذلك.
يوم الاثنين العشرين منه لعب عظيم الدنيا أمير سلاح الدوادار الكبير الكرة والصولجان فى بيته هو والأمراء المقدمون الألوف، وأمر مماليكه بإخراج من فى الدوّار والبوابة من الناس ونهرهم فلم ينتهوا ولم يخرجوا فضربوهم، ومن جملة من ضرب نقيب الجيش على ظهره وأكتافه، وكانت ساعة عظيمة مهولة.
وفيه شكى لعظيم الدولة المذكور وقاه الله كل محذور على شخص تاجر أنه أخذ من التجار أصنافا إلى أجل واستحق الأجل، فطالبوه فادعى أنه كان عليه ديون لغيرهم وأن جميع ما كان يملكه وفى حانوته أخذه أرباب الديون، فأمره بدفع الحق فتعلل بما ذكرناه فضرب وصار يقول له:«ادفع الحق» فأمر أن يعمل فى الحفير ويدفعوا أجرته لمن له فى ذمته شئ، وما ذاك إلا من حدته منه وإلا فما يتحصل من أجرته؟
وفى يوم الثلاثاء حادى عشريه بعد العصر ركب السلطان نصره الله من