فرسم أن تكون تحت يد خازندار السلطان ليشترى به بلادا وضياعا ويوقفها، وقال نصره الله:«مهما رأيتم من البلاد والخراب اشتروه واستبدلوه وأنا أعمرهم بالغلال والرجال والأبقار وغير ذلك»، ثم قال لقاضى الحنفية:
«لا نستبدل شيئا حتى ترسل من تثق به وتكشف عن البلد فإن وجدتها مستحقة للبدل إفعل وإلا فلا» فنصر الله هذا الملك: ما أكثر محاسنه وأعظم شأنه وأغزر همته وأكبر همته.
وانتهى المجلس على ذلك، والحكم لله الحاكم المالك.
غير ذلك وصل إلى دمياط مركب عظيم مشحون بالبضائع وفيه عدة من المغاربة التجار فأخذه الفرنج بتمامه وكماله ولم ينتطح فيها عنزان، والله المستعان.
يوم الاثنين ثانى عشره خلع على الأمير مجد الدين ابن البقرى كاملية مفرية سمور بمقلب سمور من بيت عظيم الدنيا أمير سلاح الدوادار الكبير واستقر، والتزم بسداد الديوان المفرد وعمارة البلاد بسعى منه، وما السعى فى العكس إلا خسارة.
وفى ليلة الثامن من بشنس ويوافقها ثالث عشر شهر تاريخه أمطرت السماء مطرا غزيرا واستمر ذلك ساعة رمل، والظن بهذه المطرة تهدّى الرياح، وكان الجراد قد انتشر فأوهته هذه الريح، فسبحان من يتصرف فى ملكه كما يريد، وله الحمد على كل حال.
وفى هذه الأيام وقف شخص متمجنن تحت القلعة ومشى (١) على الناس وقيل إنه صعد للسلطان وقال له: «أنت سلطان عادل غير أنك عندك حب فى الدنيا، وأسألك أن تطلق هذا الذين يستعطون فى الجنازير ويأخذ الوالى منهم