للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واستقر تاجر السلطان وناظر الذخيرة (١).

… ... بعرض أجناد الحلقة فصعدوا القلعة وعرضوا فى ذل زائد وهو ان واحتقار فإنهم لا يملكون ما يلبسونه ولا يركبونه، وكل واحد منهم أو غالبهم إقطاعه لا يصل إليه منه شئ بواسطة الحماية والجرافة والحفير، حتى تمنى بعضهم أن يأخذوا منه الإقطاع لأجل لا نهاية له، وهو وزن ما يقدم، فإن المباشرين ما يعرفون إلا ذلك سواء كانت البلاد عامرة أو خرابا، وسيما إذا كان أصحاب البلاد مثل هؤلاء الضعفاء المساكين. وآخر الأمر رسم السلطان نصره الله لمقدم المماليك خالص (٢) التكرورى جرباش قاشق بعرضهم وأمره أن يوصيهم بأن يكونوا على أهبة كاملة إذا طلبهم السلطان بين يديه، ومعنى ذلك أن يصعدوا بالسيف والتركاش والقوس والملوطة النظيفة والعمامة كذلك فما ساعهم إلا الإذعان، مع أن كل من صعد فيهم أو غالبهم استعار الملوطة والعمامة حتى المنديل، وتقدم ذكر عرضهم فى التاريخ فى كثير من الدول، وتشفعوا فيهم عند السلطان والله المستعان.

يوم الثلاثاء سابعه وصل قاصد المقر الأشرف الكريم العالى الكفيلى الأتابكى أزبك من ططخ الظاهرى جقمق عز نصره من دمشق وأخبر بصحته وسلامته وأنه توجه إلى حلب يوم إرسال هذا القاصد، وللقاصد أحد عشر


(١) فى آخر هذه الورقة من المخطوطة كلمة «بالثغر»، وهى إشارة إلى أنه بها تبدأ الصفحة التالية، ولكن يوجد هنا خرم فليس فيها ما يؤيد ذلك، ويستدل مما ورد سابقا أن ما يلى من الأحداث إنما يتعلق بشهر ذى الحجة، انظر كذلك إشارته فى قوله «المرحوم السيفى يشبك» وهو قد مات فى رمضان ٨٨٥، العزاوى: العراق بين الحتلالين، ٣/ ٢٦٤، ابن إياس، بدائع ١٥٩، ١٨٣.
(٢) أصله من خدام جرباش قاشق، وصارت له نيابة التقدمة زمن قايتباى، راجع الضوء اللامع ٣/ ٦٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>