للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يوما فى الطريق، فحصل للمسلمين بذلك السرور والابتهاج فإنهم كانوا أشاعوا ضعفه فلله الحمد، وسر السلطان نصره الله فإن القاضى زين الدين سالم [صاحب] ديوان المقر المذكور صعد بالكتاب فرحب السلطان به وأكرمه وأدناه وخلع على الهجان والله المستعان، وفرقت كتبه على أصحابه وخجداشيته كقاضى القضاة وكاتب السر بدمشق حافظ العصر قطب الدين الخيضرى وغيره مثل رئيس الدنيا ابن مزهر الأنصارى كاتب السر الشريف حفظه الله وما عداهما من الأتراك، وكتبت الأجوبة وسافر القاصد.

وفرقت أضحية السلطان نصره الله فى هذه السنة بحضوره فى الحوش السلطانى على الخاص والعام من أمير المؤمنين دام شرفه وقضاة القضاة [١٩٦ ب] حتى إلى اليتيم والأرملة والضعيف والفقير والفقيه والعاجز والمسكين وذلك بوصية السلطان فى ذلك، غير أن الفقهاء والفقراء يقاسون من ديوان الخاص من الشدائد والتعب أمرا عظيما (١)، وذاك أن المتكلم فى هذه السنة فى وظيفة الخاص وكيل السلطان القاضى علاء الدين الصابونى فرسم له السلطان أن لا يعوق أحدا، فصاروا يأخذون الوصول ثم يأخذون خط ابن الصابونى ثم يتوجهون إلى الصيرفى فلا يعطيهم إلا فلوسا؛ وأما أصحاب الجاه والأقوياء فيأخذون ذهبا وفضة وغنما بل ويرسلون إلى بيتهم من غير مطالبة، وغير ذلك أن القاضى الحنفى المعروف بابن عبد الزين (٢) [لما] حضر من دمشق وتولى قضاء الحنفية بالديار المصرية خرج وظائف شخص مات قبل موت القاضى شمس الدين الأمشاطى الحنفى يسمى شمس الدين محمدا ويعرف بابن الإنبابى، والوظائف على أوقاف الحنفية مشمولة بنظر من يكون قاضيا حنفيا بالديار المصرية، ولهذا الميت ولد رجل بلحية كامل موقع عند الأمير قانصوه الدويدار الثانى وكان يباشر هذه


(١) جاءت هذة العبارة فى الأصل هكذا «غير أن ديوان الخاص يقاسوا الفقهاء والفقراء منه من الشدائد .. الخ» فعدلت ليستقيم المعنى.
(٢) انظر الضوء اللامع ٥/ ٦٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>