للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليا المذكور استولى على البلستين وعلى جميع ما لشاه بدق من صامت وناطق وسلم من القتل وذلك جزاؤه، فإنه كان السبب على ما ذكر فى كسرة العسكر، المنصور إنشاء الله تعالى بعد ذلك. وقيل إن المقر الأشرف الأتابكى أزبك عز نصره سجنه بقلعة دمشق، وذلك ذنب عقابه فيه.

وثبت شهر تاريخه بعد ستة أيام أن أوله الأربعاء وعلى هذا يكون عيد النحر يوم الجمعة ويخطب فيه بخطبتين.

ووصل الخبر فى أوائل هذا الشهر (١) من نائب ملطية على يد قاصده بها دران كور إسحق الذى هو من عسكر (٢) يعقوب باك أو أمرائه انه أخذ قلعة بالقرب من ملطية تعرف بقلعة ملطية، فإن ملطية بلد ولها سور وليس لها قلعة فيها، والقلعة بالقرب منها بسيبر، وأخذ جميع ما فيها وهدمها إلى الأرض وأخذ أهلها، وقيل إنه أخد المكاحل والكفيات وآلات الحرب التى كانت مع المقر المرحوم السيفى يشبك من مهدى الدوادار التى كانت بمدينة الرها إلى جهة بلادهم، وشاع الخبر أن بايندر (٣) أرسل مطالعة إلى السلطان يذكر فيها أنه تحت طاعة السلطان، وأن الدوادار هو الذى طلب القتال فى شهر رمضان وأنهم سألوه بالصلح مرارا فامتنع، وسألوه أن يعطوه عدة قلاع وأن يرضوه فيما غرمه من الأموال فلم يرجع عنهم حتى وقع ما وقع، وقيل إن المقر الأشرف الأتابكى أزبك عز نصره اجتمع عليه القاصد فقال له:

«أخشى عليك إن اجتمعت بالسلطان وأنا غائب أن يوقع بك» ثم أنه أخذ منه الكتاب وأرسله للمواقف الشريفة نصرها الله ضمن مطالعته فقرأها السلطان وفهم مضمونه وكان جوابه الكسرة تارة تكون لهذا، وتارة تكون


(١) المقصود بذلك شهر ذى الحجة.
(٢) انظر العزاوى: تاريخ العراق بين احتلالين ٣/ ٢٦١، ٢٦٣.
(٣) هو أمير الرها وقت هجوم يشبك عليها، انظر العزاوى: تاريخ العرق ٣/ ٢٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>