لحذا ومزق الكتاب وقال: «لأى شئ قتلوه؟ كانوا شاوروا عليه كبيرهم (١) أو سلطانهم»، وصار خبر الأمير يشبك الدوادار ﵀ فى خبر كان، والله المستعان.
يوم الجمعة كان عيد الله الأكبر الذى هو عيد النحر، ويوافقه من أيام الشهور القبطية خامس عشر أمشير، وذبح السلطان الملك الأشرف أبو النصر قايتباى نصره الله ونحر ذبائح عظيمة وفرق فيه من قبله أضاحى من أول هذا الشهر بجمل من الأموال ولم يعط المباشرين فيه لأحد عادته كما رسم لهم، فنصره الله.
وخلع فى هذا اليوم على الأمير يشبك الجمالى الزردكاش كما جرت العادة، والعادة أيضا أن يلبس فى هذا اليوم من يكون أتابك العساكر بالديار المصرية فتعذر ذلك كون الأتابك توجه إلى البلاد الحلبية باش العساكر وأمير سلاح، فتعذر ذلك بواسطة أن الوظيفة شاغرة بعد قتل المقر المرحوم السيفى يشبك من مهدى أمير دوادار كبير فى وقعة الرها.
وخلع فيه على القاضى علاء الدين ابن الصابونى وكيل السلطان كونه سد وظيفة الخاص من بعد وفاة المقر البدرى ابن الكويز من خامس عشر شعبان سنة تاريخه وإلى تاريخه، وفى الواقع هو منصوب آلة يخوّفون الناس منه وإنما السداد من مباشرى الخاص، ولو وكل الأمر إليه لشذ عن السد ﴿وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾.
وفى يوم الأحد سادس عشره الموافق له من أيام الشهور القبطية سابع عشر أمشير القبطى نزلت الشمس برج الحوت، والمثل الساير يتمثلون فيه أنها تقول للبرد:«موت».