وفى يوم الاثنين ثالث عشره صعد مباشرو الدولة لبين يدى السلطان - نصره الله - على العادة، وانقضى عيد السادة الحنفية وصار هذا اليوم إلى آخره عند السادة الشافعية عيدا.
وفيه حضر ولد شاه بدق الذى تسحب منها، وأخذ منه البلاد أخوه على دولات فخلع عليه سلاريا صوفا خاصا مفريا بسمور.
وفيه حضر قاصد من جانب نائب حماه وعلى يده مطالعات لا ندرى ما فيها.
وفيه لما صعد الأمير تغرى بردى الذى استقر فى الأستادارية الكبرى إلى الخدمة طلع معه بجماعة من الفلاحين بالبلاد السلطانية وشاوره عليهم فى عمل مصالحهم فأجاب سؤاله، وهو الآن - نصره الله - يقربه ويشاوره وكيف لا فإنه يسد الوظيفة ويطلعه على أموال أستاذه وذخائره وودائعه، وصار بعد ولايته الأستادارية يقف بين يديه فى الخدمة بسلارى جوخ، ففصل له بقجة قماش من صوف سمور ووشق وغير ذلك وأرسلها له فصار يلبسها.
وفى هذه الأيام قبض على ولد المقر المرحوم الشرفى الأنصارى يحيى وهو شاب بلا لحية ورسم عليه بعد أن هدد بالضرب ورسم بإقامته فى بيت مولانا رئيس الدنيا ابن مزهر الأنصارى كاتب السر حفظه الله وسبب ذلك أن أخاه محمدا الكبير رافعه إلى السلطان وذكر عنه أنه وجد خبية لأبيه وهرب، فطلبه السلطان وقرره فاعترف أنه اشترى من تركة أبيه قشة وجد فيها خاتم من عاج مخروط وله فص منقور، فوجد فيه تحت الفص ورقة مكتوب فيها «ذخيرتى فى مكان كذا وأنكم تعطونها أو تقسموها بين أولادى النساء والرجال إلا ولدى الكبير فإنه أخذ حصته» وأنه توجه لم يجدها فى المكان الذى ذكره، فاحتد السلطان ورسم بالترسيم عليه كما قدمنا عند رئيس الدنيا