ابن مزهر الأنصارى حفظه الله، فتوجهو به إليه، ويا سعد من دخل فى حماه فإنه يأمن بقدرة من لا إله سواه، وصار يحرى عليه كما تقدم لأمثاله من المباشرين المطعومات والمشروبات حتى أجرة الرسل والموكلين به، فجزاه الله خيرا دنيا وأخرى، والله المستعان.
وفى يوم الثلاثاء خامس عشره صعد المباشرون والأمراء والخاصكية لخدمة السلطان على العادة بالحوش السلطانى بقلعة الجبل فردهم الخدام وقالوا لهم:
«السلطان رسم أن الخدمة فى هذا اليوم بطّالة» فرجعوا، وكان السلطان - نصره الله - طلب الحريم بين يديه إلى البحرة فأكل وانشرح، ثم ركب بعد ذلك وسير على عادته وعاد إلى القلعة، وتقدم له - نصره الله - أنه قبل هذا اليوم فى أيام عيد الأضحى ركب وتوجه إلى القبة التى أنشأها له المقر المرحوم السيفى يشبك من مهدى أمير سلاح الدوادار الكبير وتوجه أيضا إلى بولاق واستمر فى ركبته إلى قليوب فى نفر يسير وعاد إلى القلعة، وما سمعنا ولا رأينا بأكثر من ركوب هذا السلطان ونظره فى مصالح بلاده ورعيته فإنه كان لما توجه لقليوب كشف عن إصلاح الجسور، فاللهم انصره واجعل العدل شعاره ودثاره ووفقه وألهمه للحق.
وفى يوم الأربعاء خامس عشره تواتر الخبر على ألسنة العوام أن السلطان غد تاريخه يخلع على الأمير ألماس (١) شاد الشراب خاناه بنيابة الشام، فأصبح يوم الخميس سادس عشره فصعد المتكلم فى الخاص بمنمر وأطلسين وفوقانى بطراز عريض وسرج ذهب وكنبوش زركش، فلم يخلع عليه بشئ ولا أظن أن السلطان يأخذ من وظيفة شاد الشراب خاناه إلى نيابة دمشق دفعة واحدة.