للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصعد المتكلم فى وظيفة الخاص أيضا بخلعة السيد الشريف الذى كان والده تاجرا مشهورا بخان النشارين، واستقر فى وظيفة نظر الأشراف بدمشق فلم يخلع عليه أيضا، وسبب ذلك أنه ما وزن ما قرر عليه فى الوظيفة من الرسم، وهذا المذكور هو الذى كان السلطان تغيب عليه بسبب مخاصمته مع النابلسى لما كان وكيل السلطان وضربه وأهانه وهو مستحق.

واتفق فى هذا اليوم غريبة هى أن شخصا من أراذل العوام التجار بسوق أمير جيوش [كان] مشهورا بالربا والنحس والأيمان الباطلة، خربا فجرا يعرف بابن الشقيرة كان فى حسبة الأمير يشبك الجمالى، عمله محتسبا لسوق أمير جيوش، فضج منه أهل أمير جيوش ومن ظلمه وكان له معهم مناصف، وكان الأمير يشبك المذكور يساعده ويؤيده فإن الأتراك عادتهم إذا صدق عندهم الواحد مرة ولو كذب بعدها مائة ألف مرة ما يحملونه إلا على الصدق، فاتفق أن يشبك المذكور لما عزل عن الحسبة وتولاها القاضى بدر الدين ابن المقر الأشرف الزينى ابن مزهر كاتب السر حفظهما الله وامتنع من تولية مثل هذا على المسلمين فإنه يعرف أخباره فإنه بالقرب من منزله، بل وكان يبتاع من المقر البدرى أصنافا ويصبر عليه بثمنها ويغالطه فى أشياء منها ويحلف عليه، وتقدم له أنه أراد [أن] يقف للسلطان قبل هذا ويشكو على المقر البدرى أنه ظلمه وأنه أباعه شيئا بثمن زائد، فوقف المقر الزينى بركات حفظه الله نائب والده بينهما، وكان القاضى كاتب السر مسافرا فى كشف بلاد الديوان المفرد وفى خدمته ابن البقرى والأمير شاهين الجمالى ووفق بينهما على أن يتحاسبا، ومهما كان عنده من الأصناف يعيده بسعر ما أخذه منه، فحضر كاتبه (١) هذه القضية ووجدنا للمقر البدرى عنده سطورا بثمن جارية وعبد وقماش، فأعاد


(١) يعنى المؤلف بذلك نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>