للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فرآه الوزير خشقدم الزمام فأساء عليه إساءة مفرطة وقال له: «إيش وظيفتك حتى تلبس سمور كشف وتعاند مثل المحتسب ابن كاتب السر؟، والله يضربك السلطان وينفيك» فقال: «أدخلوا بى للسلطان» فدخل هو والقاضى بركات والقاضى المحتسب والوزير إلى السلطان فقال المحتسب: «هذا كان لى عنده مال وجحدنى فيه فتركت له منه جانب وكتبت بينى وبينه مبرأة وحكم فيها مالكى»، فقال الخصم: «كتبت جبرا وضربنى بقبقاب ووعدنى أن يضربنى ويجرسنى، وقال إنى سعيت عليه فى الحسبة» فقال السلطان للمقر الزينى بركات:

«توجه بهما إلى بيت القاضى المالكى»، فصار هو يستشكى إلى أن وصلوا لبيت قاضى القضاة المالكى فذكروا القصة للقاضى وأنه كتب عليه مبرأة حكم فأنكرهما ثم اعترف بهما، ثم ادعى بعد البراءة [أنه] أخذ منه ثلاث شاشات بتسعة عشر دينارا ونصف وعشرين أشرفية، فسأل المقر البدرى عن ذلك فأجاب أنه لم يأخذ منه بعد البراءة شيئا مطلقا فالتمس يمينه، وعرف كل من حضر المجلس أن دعواه باطلة لا حق له فيها، ورد المقر البدرى عليه اليمين فنكل عنها تم جسر وحلف وقبض أربعين دينارا.

فياليت شعرى لأى شئ ما ضرب هذا وجرس فإنه أنكر أنه ما كتبت عليه براءة ثم اعترف، لكن بلغنى أن قاضى القضاة المالكى - أيده الله - قال لابن الشقيرة: «لولا يقول الناس أن خصمك المحتسب ابن كاتب السر لضربتك وأشهرتك». وإيش يفكر هذا فى مثل هذا الكلام، وكتب بينهما تبارى، وحكم فيه بباب قاضى القضاة، وشاوروا السلطان على ذلك فقال:

«لأى شئ المحتسب يعامل مثل هذا؟» وآخر الأمر الرضى وكل مفعول مضى، ولو وقع لهذا هذا الفعل مع الصاحب جمال الدين يوسف بن كاتب جكم أو القاضى زين الدين عبد الباسط أو غيرهما من المتقدمين لأبدلوا بسبب

<<  <  ج: ص:  >  >>