هذا أموالا وعملوا على ضربه وإخراجه وتفيه وما هو فوق ذلك، والدرهم ما يقنى إلا لفرض أو لمرض أو لغرض وأى غرض يكون أفحش من هذا؟ فالله المستعان.
وفيه رسم السلطان على علاء الدين بن قمتى رأس نوبة المقر المرحوم السيفى يشبك من مهدى الدوادار الكبير كان - تغمده الله بالرحمة والرضوان - بسبب ما قسط عليه من بلاد الدولة للمفرد وهى شطنوف فإنه امتنع من وزن المال المقسط وذكر أنها شراقى فلم يقبلوا منه ذلك، وذلك بعض ما يستحقه فإنه من الظلمة المردة المتجبرين.
وفى هذه الأيام أيضا عرض السلطان - نصره الله - أولاد الناس الذين باسمهم الجامكية السلطانية، فأما أصحاب الألفين فرسم أن يكونوا على أهبة من السلاح واللبس الكامل كالخوذة والقرقل والرمح والسيف والتركاش والنشاب، ومن جملتهم صاحبنا ومخدومنا سيدى محمد بن جمال الدين وأمره بالسفر فامتثل، وكذلك ابن المغيربى قال له السلطان:«إنت تأكل جامكية السلطان حرام» فأجاب أنه فى سفرة سوار وزن بديلا، فغضب السلطان منه بعد أن كان فى غاية الانشراح.
وأما الذين جامكيتهم ألف درهم فى كل شهر أو ما دونها فرسم أن يكونوا محتوصين ومتأهبين بالقوس والنشاب والسيف وغير ذلك وأن يدمنوا فى لعب رمى النشاب، مع أن أولاد الناس ما تعرض لهم أحد من الملوك السالفة ولو عرضوهم يهملون أمرهم فالله المستعان؛ وليت شعرى: من جامكيته خمسمائة أو ثلاثمائة وعنده عيال وهو فقير من أين يفضل له ثمن سيف أو رمح أو تركاش؟ وهؤلاء كان الملوك السالفة جعلوهم وأمثالهم هبة الصدقة عن بيت السلطان، وجماعة أيضا يسمون الطراخين [وهم] مقيمون بالقلعة يأكلون