للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن الزمن وقاضى القضاة الشافعى وقاضى القضاة الحنبلى، وهؤلاء أرسلوا إليه المآكل والمشارب لما حضر من الشام فقبلها وأكلها ولم يرد منها شيئا، وزاد على أولئك (١) المذكورين الخواجا شمس الدين ابن الزمن بأن أرسل له جاريتين فقبلهما وعمر له المكان الذى هو ساكن فيه فى الصالحية من ماله وبيّضه، وأين هذا ممن كانوا قبله وهو الأمشاطى فإنه لما ولى أرسل له المقر الأشرف الزينى ابن مزهر الأنصارى كاتب السر حفظه الله ببقجة قماش من البعلبكى والشاشات وغير ذلك فلم يقبلهم وردهم، مع أنه كان له عادة أن يرسل له فى كل سنة مبلغا له صورة قبل دخوله فى القضاء فيقبله، ومع ذلك فامتنع وصار لا يقبل المبلغ المعتاد، وأهدى له النابلسى وكيل السلطان سجادة فردها عليه، وأرسل نائب الشام قانصوه اليحياوى الظاهرى لقضاة القضاة كل واحد بغلة فقبلوا هديته ولم يقبلها هو، ولم يقبل فى ولايته من أحد شيئا لا كبيرا ولا صغيرا سوى هدية مولانا السلطان لما حضر من الحجاز الشريف فى سنة خمس وثمانين وثمانى مائة وهى هذه السنة، ورحم القائل فإنه كان يقول:

«أنا لى ما يكفينى على أوقاف الحنفية ومدارسها من معلوم التداريس وهو فى كل شهر مائة دينار» وها هى صارت لهذا الرجل.

وحضر صحبته من دمشق جماعة مكلوبون على الدنيا، فقرر بعضهم فى وظائف من مات وله ولد رجل بلحية صالح للوظائف بل كان يباشرها وأبوه حى، وجعل بعضهم فى توقيع بابه، وحضر إليه المقر الزينى أبو بكر بن عبد الباسط بولد من أولاد الشيخ قاسم الحنفى فقرره أحد الموقعين ببابه، وولى جماعة كان عزلهم الأمشاطى، أحدهم عمر المناوى نسب إلى الزور مرارا فى أيام قاضى القضاة محب الدين بن الشحنة وضرب وسجن وله إقدام وجرأة على


(١) فى الأصل «ذلك».

<<  <  ج: ص:  >  >>