فحضر ولم يتفق منه شئ مما كانوا أشاعوا أنه توجه بسببه، فإنهم - أعنى العوام - أشاعوا أنه توجه ليقبض على المنصور عثمان بن الظاهر جقمق من دمياط وعلى قانصوه الأحمدى الشهير بالخسيف، وعلى المؤيد أحمد بن الأشرف إينال ويطلب من المؤيد مالا فلم يصح شئ من ذلك ولا تعرض لهما بنت شفة، وإنما البرج الذى عمره السلطان نصره الله بالثغر السكندرى كان وقع بين الأمير الذى فيه وبين المماليك المقيمين به فتنة، فبلغ السلطان ذلك فأمر الأمير قجماس بالتوجه فخلع على الأمير المذكور وأصلح بينه وبين المماليك، وما عدا ذلك فخرافات وهذيانات، نعوذ بالله من كلام العامة.
وفى يوم الإثنين سابع عشره خلع على الأمير ألماس شاد الشراب خاناه الأشرفى قايتباى واستقر فى نيابة صفد عوضا عن الأمير جانبك السيفى قايتباى الأشرفى بحكم القبض عليه من وقعة الرها صحبد بايندر باش عسكر يعقوب بك ابن حسن بك بن قرايلك فى سابع عشر شهر رمضان من هذه السنة؛ وغير ذلك أن الذى صح عن المقر الأشرف الأتابكى أزبك عز نصره أنه أرسل مطالعته للسلطان تتضمن القبض على شاه بدق وسجنه بقلعة دمشق، فشكره السلطان على ذلك واستصوب فعله فإنه كان أكبر الأمور فى السبب لكسر العسكر وأنه أرسل يسأل فى تولية علىّ أخيه (١) المشهور بدولات، فإنه أرسل ولديه رهينة وأنه أرسل مفاتيح عدة قلاع من جملتها قلعة زمنطوا والتزم بجمع عدة [٢٠٢ ب] من العساكر وكان قد أرسل أحد أولاده يسأل السلطان فى ذلك فرده ولم يقبله فلما وصلت مطالعة المقر الأشرف الأتابكى بذلك طلبه وأحضره وخلع عليه بالرضى والقبول، ورسم للمقر الأشرف الأتابكى أن يوليه ويولى