للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غيره من النواب، وأعلم المقر الأشرف الأتابكى المسامع الشريفة بوصول قانصوه الذى كان نائب طرسوس سالما من بايندر بعد قبضهم عليه، وكان السلطان - نصره الله - عين فى وظيفته شخصا من أمراء الألوف بدمشق يسمى قرقماس التنمى، فلما بلغه حضوره رسم له بنيابة بهنسا وأن يلبس خلعته بين يدى المقر الأشرف الأتابكى، وكتب له أن يفعل برأيه السديد ما يراه. انتهى.

وتكرر عرض أجناد الحلقة أولاد الناس فعرضوا أيضا فى هذه الأيام كل من باسمه إقطاع (١) جليل أو حقير، أو كل من باسمه جامكية ببيت السلطان كثيرة أو قليلة، ووصّوهم أن يكونوا على أهبة إما للسفر صحبة الركاب الشريف، وإما للتركيز بالقاهرة أو بغيرها من الثغور، والله المستعان.

ومما وقع من الحوادث أن شخصا ساكنا بحانوت بجوار رأس سوق أمير جيوش وبجوار الحانوت سردابا (٢)، قد نظفوه وغطوه فقام من الليل ليقضى حاجة فسقط فى السرداب فمات وذهب دمه هدرا ولا قوة إلا بالله، وهذا يسمى السرداب الحاكمى، وأخبر الجمال يوسف بن تغرى بردى فى بعض مؤلفاته أن هذا السرداب سقط فيه قطار جمال محملين بالتبن، وماتوا ولم يظهر لهم أثر ولا يعرف لهم خبر.

يوم الثلاثاء ثامن عشريه رسم السلطان أن ينادى على الفلوس العادة التى كل فلس منها نصف: بالميزان، بستة وثلاثين درهما الرطل فخسروا فيها الثلث، فإنها كانت تقف بثمانية وأربعين الرطل فنفر (٣) الناس من ذلك فإنها كان فيها فرج من جهة العدد، وصار السوق والباعة يأخذون فى الميزان ويسرقون


(١) فى الأصل «اقطاعا جليلا أو حقيرا».
(٢) فى الأصل «سرابا» وكذلك فى بقية الخبر.
(٣) فى الأصل «فنارو».

<<  <  ج: ص:  >  >>