للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسبب هذه الزيادة أن السلطان الملك الظاهر المذكور فوّض أمر ديوان الأستادارية للأمير زين الدين يحيى الأشقر (١) يتصرف فيه كيف شاء لأجل السداد، فصار يبيع الجامكية ويهبها، ويتقرب بتنزيل جوامك المماليك الأمراء حتى يصير له عندهم منزلة، ويزيد فى جوامك المماليك السلطانية ويرتب لأولادهم جامكية وإن لم يكن لهم ذلك - يعنى أولادا، فبمقتضى ذلك زادت الجامكية الثلث عما كانت، ومع ذلك فالديوان معه فى سداد ونفوذ كلمة وحرمة وجاه عريض، وكل ذلك من أستاذه، واليوم صارت الجامكية فى كل شهر ستة وأربعين ألف دينار وخمسة دنانير، فصار ديوان السلطان لايفى بالجامكية ولا بثلثيها.

قلت: وسبب عدم السداد أن زين الدين الأستادار لما عزل عن الوظيفة أخرجوا من بلاد الديوان المفرد عدة للخاصكية والمماليك السلطانية، وصار كلما يموت سلطان (٢) أو يغيرونه يخرجون من بلاد الديوان عدة للخاصكية والجلبان، فحصل هذا الأمر. انتهى.

ثم إن السلطان أخذ فى غضون ذلك يدعو على نفسه ويتبرم من السلطنة ويصرح بالخلع وأشياء كثيرة من هذا النمط، وصار يقول: «عجزت عن دفع هذا المال وحمله لأربابه فى كل شهر»، فتكلم بعض القضاة بأن الظلم لا يجوز فى ملة من الملل، لأنه قصد بذلك السلطان لأنه بلغه عنه أنه يريد [أن] (٣) يأخذ فائض أموال الأوقاف وأموال التجار، ثم إن القاضى المذكور أخذ يقول إن السلطان له النظر العام ينظر فيمن يستحق يبقيه فى الديوان، ومن لم يستحق يمحوه من الديوان.


(١) السخاوى: الضوء اللامع ١٠/ ٩٨٣.
(٢) فى الأصل «سلطانا أو يغيروه يخرجوا».
(٣) أضيف ما بين الحاصرتين لتستقيم العبارة.

<<  <  ج: ص:  >  >>