للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتكلم شيخنا الشيخ أمين الدين الأقصرائى (١) بكلام ساعد فيه القاضى المذكور وعضّده، وانقض المجلس المذكور وقام السلطان وجلس على الدكة بالحوش المذكور، وجلس عظيم الدنيا وصاحب حلها وعقدها ومشيرها ومدبرها ووزيرها ودوادارها الكبير - أعز الله به الإسلام والمسلمين - ورئيس الدنيا ابن مزهر الأنصارى (٢) كاتب السر - حفظه الله - وبقية المباشرين وكاتب المماليك ومقدم المماليك ونائبه، وحضر أيضا معهم القاضى الرئيس علم الدين ابن الجيعان (٣) وولده العالم العلامة الأمة الفرضى الشرفى (٤) يحيى وأخوه الزينى عبد الغنى (٥)، وكاتب العليق وكاتب الحوائج خاناه، وسبب هذه الجمعية لضبط ما يقطع من الجامكية واللحم والعليق والكسوة والأضحية، وصار ناظر الخاص والأستادار يكتبان أيضا، وكان مجلسا حفلا مهولا إلى الغاية. ثم استدعى عبد الكريم بن جلود [كاتب المماليك (٦)] أرباب الجوامك: كل نفر على حدة، وأمر لهم بالنفقة.

هذا وبجانب السلطان - نصره الله - على الدكة ثلاثة قسى، كل واحد منها أقوى من الآخر بالتدريج كما تقدم، ليمتحن بذلك أولاد الناس المنزلين ببيت السلطان فى ديوان المماليك، وأنفق (٧) فى هذا اليوم فى طبقة الرفوف بتمامها، وقطع جماعة كثيرة من أولاد الناس وغيرهم، والذى ظهر من الأمر فى هذا اليوم أن


(١) ولد الشيخ يحيى فى سنة ٧٩٧ هـ كما ذكر السخاوى فى الضوء اللامع ١٠/ ١٠٠٨ وليس سنة ٧٩٥ هـ كما هو وارد فى السيوطى: نظم العقيان، ص ١٧٨، راجع أيضا السيوطى:
حسن المحاضرة ١/ ٢٢٧.
(٢) السخاوى: الضوء اللامع ١١/ ٢٣٣، والسيوطى: نظم العقيان، ص ٩٧ - ٩٨.
(٣) السخاوى: الضوء اللامع ٣/ ١١٧.
(٤) السخاوى: الضوء اللامع ١٠/ ٩٦٩.
(٥) السخاوى: الضوء اللامع ٤/ ٦٤٧.
(٦) الإضافة من الضوء اللامع ٤/ ٨٦٠.
(٧) فى الأصل «نفق».

<<  <  ج: ص:  >  >>