للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السلطان - نصره الله - أبقى لكل واحد من المماليك السلطانية ألفى (١) درهم فى كل شهر، وقطع من له زيادة على ذلك، ولو تأخر له زيادة على الألفين وهى مشترى تقطع ويرجع على من باعها، وكذا إن كانت مقايضة يرجع له إقطاعه ويقطع جامكيته. ورسم بالصرف لكل من ذكر، وأن يكون القطع من الشهر الآتى، وأن يكون لكل نفر من المماليك السلطانية ألفا (٢) درهم جامكية، وزبديّة لحم فى كل يوم، وثلاثة علائق، وللخاصكية وأصحاب الوظائف زيادة على ذلك من الجامكية والعليق، ولم يظلم السلطان - نصره الله - أحدا بما قطعه لأن العادة القديمة لآخر دولة الملك الأشرف برسباى كانت على هذا النمط الذى فعله السلطان الملك الأشرف قايتباى عز نصره، وفى الواقع لم نعلم أحدا من المماليك السلطانية فى القديم له جامكية أكثر من ألفى درهم وزيدية لحم وثلاث علائق، بل كان (٣) غالب المماليك السلطانية يأخذون عوضا عن الصرة اللحم صرة من الفلوس: مائتى درهم وثلاثين درهما، ثم نزلت إلى مائة وثمانين درهما، وأما اليوم فقد صار بيت السلطان همجا، ودخل فيه خلائق كثيرون من المتعممين وأولاد الناس والتجار والعامة حتى النصارى، وخرج الأمر عن الغيرة والجد، وعجز الوزير والأستادار وناظر الخاص لكثرة ذلك، وصار (٤) الملوك يسعفونهم بالأموال من خزائنهم فى كل شهر ومع ذلك لا يزدادون إلا عجزا، فسبّب ذلك تحمل الدواوين الكلف الزائدة لمن لم ينتفع بهم ولا يدفعون عدوا ولا ينجدون مظلوما ولا يسدون ثغرا.

وكان ابتداء ذلك من دولة الملك الظاهر جقمق - سقى الله عهده - فإنه كان إن وقف له تركمانى (٥) أو كردى أو بدوى أو صغير أو يتيم


(١) فى الأصل «الفين».
(٢) فى الأصل «الفى».
(٣) فى الأصل «كانوا».
(٤) فى الأصل «وصاروا الملوك يسعفوهم».
(٥) فى الأصل «تركمانيا أو كرديا أو بدويا أو صغيرا أو يتيما أو بنتا».

<<  <  ج: ص:  >  >>