للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو بنت صغيرة يكتب باسمه جامكية ولحما عليقا وكسوة وأضحية، فأتلف (١) نظام من تقدمه وصير الدواوين عبرة، مع أن السلطان الملك الأشرف إينال - سقى الله ثراه - أراد أن يفعل هذا الصنيع الذى فعله الملك الأشرف أبو النصر قايتباى - عز نصره - فما مكنه من ذلك دواداره المقر الأشرف العالى السيفى بردبك (٢)، وخوفه عاقبة ذلك ودعاء الناس عليه وعلى ذريته، وهول عليه أن ربما يحصل بوقوع ذلك إثارة فتنة عظيمة، وكان الملك الأشرف إينال ينقاد إلى الخير بشعرة ولا ينقاد إلى الشر بالسلاسل الحديد كما سمعت ذلك من لفظ قاضى القضاة محب الدين ابن الشحنة (٣) الحنفى، وأراد الملك الظاهر خشقدم أن يفعل ذلك فما جسر أيضا، فلما ضعف أمر هذين (٤) السلطانين: الأشرف إينال والظاهر خشقدم عن ذلك صار الوزير والأستادار يظلمان (٥) العباد لعلمهما أن الدواوين لا تسد ولا تقوم بالكلف إلا بالظلم، وصار كل من ظفر بشى أخذه وسد به، فخربت البلاد وظهر الفساد، وسكت العباد قبلى وبحرى من جور الوزراء والأستادارية وإفشاء ظلمهم وأخذهم مالا يستحقونه (٦) من الرعية، ومع ذلك فالعجز الفاحش ظاهر عليهم.

وأما أمر الكشاف والولاة ومشايخ العربان مع أهل القرى فقس عليهم، فضلا من الحرامية والمفسدين.

***


(١) يقصد بذلك الأشرف قايتباى.
(٢) كانت توليته دوادارية إينال الثانية فى جمادى الأولى سنة ٨٥٨ هـ، انظر أبا المحاسن:
النجوم الزاهرة، ص ٤٤٩.
(٣) السيوطى: نظم العقيان، ص ١٧١؛ والسخاوى: الضوء اللامع ٩/ ٧٥٥.
(٤) فى الأصل «هازين».
(٥) فى الأصل «يكلمون العباد لعلمهم».
(٦) فى الأصل «يستحقوه».

<<  <  ج: ص:  >  >>