للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأنصارى كاتب السر حفظه الله لقاضى القضاة ولى الدين الأسيوطى الشافعى أن يستدعى له الولاية من السلطان فاستدعى له: «فوضتم له قضاء الشافعية بالديار المصرية»، ثم استدرك فقال: «قاضى القضاة بالقاهرة»، ثم فى الثالثة قال: «قضاء القضاة بالشام وأعمالها» فأجاب لذلك ودعوا وانصرفوا. وركب معه قاضى القضاة الشافعى وقاضى القضاة قطب الدين الخيضرى وغيرهما من الأعيان إلى منزله.

وسبب ذلك كونه من أخصاء المقر الزينى كاتب السر وهو له فضائل وفواضل وفتوة ومروءة وبشاشة وأصالة بيتوتة وقرى، [وهو] كامل الأوصاف ذاتا ومعنى جميل المنظر والمخبر، ويقال إنه تكلف إلى نحو ثلاثين ألف دينار، والله تعالى هو القادر القهار.

وكان سبب عزل العدوى أن سيدنا شيخ الإسلام قطب الدين الخيضرى - أيده الله - صعد للسلطان وأعلمه أن ابن فرفور فيه أهلية للوظيفة عن العدوى ويقوم بما قام به العدوى فوقع ما وقع، وهذا الذى وقع أمر نادر عجب من السلطان كيف يولى إنسانا قضاء الشافعية بدمشق ويعزله بعد أربعة أيام وهو عزيز الولاية والعزل؟ ولكن الله يفعل ما يريد، وقلوب الملوك بيد الله تعالى يقلبها كيف شاء.

وفى أمسه حضر كاتب من المقر الأشرف الكريم العالى المولوى الأتابكى الكفيلى أزبك من ططح الظاهرى جقمق باش العسكر المنصور من حلب وعلى يده [كتاب] يخبر بسلامة المقر الأشرف المذكور وعافيته، فقرأه المقر الزينى ابن مزهر كاتب السر وفيه ما معناه: «إن جماعة يعقوب يطلبون الصلح» فصعد به القضائى الزينى سالم إلى السلطان.

ووصل أيضا صحبة هجان المقر الأشرف الأتابكى مملوك المقر الأشرف العالى

<<  <  ج: ص:  >  >>