للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفروة وصار بالجوخة فاستهوى وأفصد واحتمى وحتم من أكل الزفر، وكان فصده يوم السبت تاسع عشريه.

وأصبح يوم الاثنين مستهل شهر ربيع الأول ويوافقه من أيام الشهور القبطية خامس بشنس والسلطان - نصره الله وحفظه - طيب فى خير وعافية فلله الحمد والمنة على ذلك، وحضر الخليفة أمير المؤمنين أبو العز عبد العزيز المتوكل على الله العباسى لتهنئة السلطان بالشهر على العادة وهو لابس الشاش والقماش المعد للخدمة ودعى له وانصرف، ثم حضر قضاة القضاة الثلاثة خلا المالكى فإنه أرمد فانقطع بسبب ذلك، فلم يخاطبهم السلطان ببنت شفة ودعوا وانصرفوا؛ ولم يحضر هذا المجلس رئيس الدنيا ابن مزهر الأنصارى كاتب السر حفظه الله تعالى لوعكه وانقطاعه، فحضر إليه قضاة القضاة فعادوه ودعوا له، تقبّل الله منهم.

وتوفى فى هذا اليوم جمال الدين يوسف أحد نواب الحاكم الحنفى المشهور بالسمرقندى وبابن الفراء وكان قد انقطع ستة أيام وقضى نحبه بعد أن أقبلت عليه الدنيا وصار فى خدمة الأمير قانصوه الدوادار الثانى الذى صار أمير آخور كبيرا وخلف ولدا صغيرا، عفا الله عنه.

وفيه أنهى إلى مولانا السلطان - نصره الله - أن شخصا باع جارية حبشية ليهودى فطلبه وطلب الشهود فصعدوا بين يديه: البائع والمشترى والجارية، فقال نصره الله للبائع: «أنت بعت هذه الجارية لليهودى؟» قال «نعم» وقال لليهودى: «أنت اشتريت؟» فقال: «نعم» وقال للشهود: «أنتم أشهدتم عليهما؟» فقالوا: «نعم، لأنها أقرّت أنها يهودية» فقال السلطان للبائع: «أنا أعرف أنك جلاب» وأمر الشهود والبائع بالتوجه إلى حال سبيلهم، فلما انصرفوا طلب وكيل السلطان العلاء ابن الصابونى اليهودىّ الذى اشترى الجارية وقال له:

<<  <  ج: ص:  >  >>