للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومشيرها ووزيرها وصاحب حلها وعقدها الأمير المعظم والكهف المفخم يشبك من مهدى دامت سعادته ونعمته.

ولما وفروا ما زاد على العادة نظر الأمير (١) المذكور فى مصالح المسلمين فأمر بإبطال مكس قطيا (٢)، ومتحصلها فى الشهر ما يزيد على ألف دينار، وكذلك مكس الخشابين، وكان المعاملون يصنعون (٣) فيه أشياء لا تعمل إلا فى قبرص من شدة الظلم، بحيث أنهم يستأصلون جميع الأخشاب ولا يكفيهم ذلك بعد الضرب والسب والبهدلة.

وكذلك أبطل الأمير المذكور - حفظه الله على المسلمين - مكس الغزل الذى كانوا يبيعونه (٤) النساء وصار ذلك مسطرا له فى التواريخ؛ وهذا هو الفضل العام إلى يوم العرض والقيام، فحزاه الله أحسن جزاء، وحفظه ما ائتلف الفرقدان واختلف الجديدان.

وتوجه السلطان بعد فراغ النفقة بحضرته على أنه يحضر الجامكية فى كل شهر من الشهور، والملك والأمر بيد الله تعالى يفعل ما يريد.

وقال الجمالى يوسف بن تغرى بردى فى تاريخه: «قلت العجب أن أرباب التقويم وعلماء النجوم أجمعوا على أنه يكون قطع عظيم فى يوم سابع عشر هذا الشهر، ولعل ذلك بلغ السلطان فتوجه إلى جهة العمارة من الوجه القبلى، ومعه شرذمة قليلة من عسكره، وسافروا خلفه حتى لحقوه، وانقطع عنه باقى عسكره من الأمراء والخاصكية، ولم يجتمعوا به إلا بعد عوده إلى القلعة، وما ذاك إلا استخفافا بمن يستخف به، ثم أصبح يوم الخميس ففعل ما فعل من


(١) يقصد بذلك الأمير يشبك من مهدى الدوادار الكبير.
(٢) بفتح القاف وسكون الطاء وهى تقع فى الطريق بين القنطرة والعريش وكانت محطة تمكيس المتنقلين بين مصر والشام، راجع محمد رمزى: القاموس الجغرافى ١/ ٣٥٠.
(٣) فى الأصل «يصنعوا».
(٤) تحمل هذه العبارة المعنى المفهوم من المتن كما تحتمل أن تسكون بالصورة التالية «كانت تبيعه النساء».

<<  <  ج: ص:  >  >>