الصورة، هذا على الرغم من أنه كان شديد التعصب للسلطان وللمقر الزينى ابن مزهر الأنصارى.
***
أما المؤلف فهو على بن داود بن إبراهيم الخطيب الجوهرى المعروف بالصيرفى عند البعض وبابن الصيرفى عند البعض الآخر، فقد كان أبوه صيرفى الدولة وديوان المفرد فى فترات متقطعة من عهد المؤيد شيخ وبرسباى ثم للسنوات الأخيرة من عهد زمن السلطان جقمق حتى مات سنة ٨٥٣ هـ، ولسنا نعرف الكثير عن الأب مما قد يساعد على إلقاء ضوء على الظروف التى نشأ فيها الابن سواء أكانت هذه الظروف اقتصادية «أم عائلية» وإن رجح الظن بأن هذه الأسرة لم تكن موفورة الثراء أو من كبار الأسر المصرية ذات الجاه والنفوذ، على أن لفظ «الصيرفى» أصبح لقبا للأب ولقبا للابن.
وكان الابن يتكسب فى بعض الأحيان بسوق الجوهريين بالقاهرة، وغير بعيد أن يكون أبوه - هو الآخر - قد احترف هذه المهنة إبان الفترات التى كان يصرف فيها عن وظيفة الصيرفة فى ديوان المفرد، ومن ثم اكتسب هذا اللفب - وأعنى به «الجوهرى» - حتى أصبح يعرف به هو وابنه.
وإذا كنا نكاد نجهل حياة الأب فإنه ليس بين أيدينا من المصادر ما نستطيع منه تكوين صورة واضحة المعالم والزوايا عن حياة الإبن على بن داود إذ ليس له من التراجم سوى ما ساقه السخاوى (١) فى كتاب الضوء اللامع من ترجمة قصيرة وقد امتلأت سطورها رغم قلتها بالنقد المرير: طبيعة ركبت فى السخاوى فلم ينج من هجوه وقدحه أحد من معاصريه - باستثناء شيخه ابن حجر العسقلانى