للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العجم والتتار، فتعجب الناس لذلك لعظم مقام بو سعيد وكثرة عساكره.

وكان بو سعيد هذا قد جاء نجدة لحسن بن على بن جهان شاه لينصره على حسن بك بن قرايلك، ووصلت الرأس بعد ذلك مع القاصد وعرضت على السلطان وأراد المشاعلى أن يطوف بها فى شوارع القاهرة فمنعه السلطان من ذلك وأمر بدفنها، فدفنت.

وفى يوم الأربعاء ثامن عشره عاد السلطان من سفره ونزل بالمطرية وتغدى بها، وركب فى آخر النهار وتوجه إلى الريدانية وبات بها، وقد تقدم قول الجمال (١) أن السلطان لم يبتّ أمرا فى هذه السفرة ولا ردع قاطع طريق ولا زبر مفسدا فيكذبه الحس والنقل، فإن السلطان - نصره الله - سلخ ابن سعدان قبض عليه بمدينة فوة قبل تاريخه بأشهر، ثم إن السلطان نصره الله لما عاد إلى جهة القاهرة ونزل على قرية جنين قبض على مهنا بن عطية وحمزة القرقاوى وضربهما بالمقارع، ووعد البلاد وأهلها أن يولى عليهم الأمير برقوق الناصرى أحد مقدمى الألوف كشف التراب بالشرقية ويضيف له كشف الدم، وأن برقوق يقيم له نائبا فى كشف الدم، ووفى لهم بالوعد بعد حضوره القاهرة.

وتوجه برقوق إلى الشرقية فأقام له نائبا فى كشف الدم يسمى جانم، فمهد له البلاد وأقمع المفسدين وصنع مع المسلمين ما ينفعه عند الله ﷿ دنيا وأخرى، كما سيأتى ذلك مفصلا فى محله إن شاء الله تعالى.

والمقصود أن السلطان لما أصبح بالريدانية فى بكرة يوم الخميس ركب بقماش الخدمة والموكب، وكان له موكب عظيم إلى الغاية والنهاية، وحمل على


(١) يقصد بذلك أبا المحاسن يوسف بن تغرى بردى صاحب كتاب النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>