بالفارسية وفيه ألفاظ مكتوبة بالذهب تتضمن أمره مع بوسعيد، وأوسع وأرعد وأبرق، وغالب ألفاظه كذب، غير أن قتل بوسعيد صحيح.
وأما كيفية قتله على الحقيقة فلم أقف عليها لا أنا ولا غيرى لبعد المسافة، لكننا نذكر فى ترجمته عند الوفيات ما وصل إلينا علمه.
ثم خلع السلطان على القاصد المذكور كاملية سمور بمقلب سمور بعد أن رحّب به وأكرمه وأنزله فى دار عيّنها له وأجرى عليه الرواتب، ثم بادر وخلع على الأمير برقوق بكشف تراب الشرقية وكشف الدم وقد قدمنا ذلك، والله المولى والمالك.
وفى يوم الاثنين ثالث عشريه وصل الخير من البلاد الشامية على يد ساعى ونجاب بوصول العسكر المصرى والشامى وغيرهما من بلاد شاه سوار إلى حلب، فاضطرب الخلق أجمعون وكثر الكلام فى ذلك، فلما أصبح يوم الثلاثاء رابع عشريه قدم الأمير تنبك الظاهرى أحد أمراء العشرات والرؤس النوب، وهو أحد من كان بالتجريدة صحبة العسكر، وأخبر بوصول العساكر إلى حلب وبقتل جماعات كثيرين من الأمراء المصريين والشاميين والخاصكية وغيرهم، يأتى ذكرهم فى وفيات هذه السنة إن شاء الله تعالى.
و [أما] رجوع العسكر إلى حلب ففيه أقوال، والقريب منها هو أن العسكر المصرى لما خرج من حلب وتوجه إلى بلاد شاه سوار حصل منهم إتلاف الزروع وخراب البلاد والضياع من رعى المراعى، ثم إنه بعد أيام كثيرة واقع شرذمة من العسكر المصرى والشامى أعوان شاه سوار بل [واقعهم] هو بنفسه فهزموهم وقتلوا منهم مقتلة عظيمة، وهرب شاه سوار فنجى بنفسه، وقبضوا على أخويه مغلباى وسليمان بن دلغادر الأقطع، ولو كان ثم أحد تبع سوارا فى هربه للحقه، غير أن القوم تقاعدوا عنه لأمر أراده الله