للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القلب من الغل على المؤمنين على وجه الإطلاق، مع الشعور واليقين برأفة الله ورحمته.

هذه قافلة الإيمان تحمل جمال الظاهر .. وجمال الباطن .. وإنها لقافلة كريمة على الله وعلى الناس.

إنها تقف صفاً واحداً، وكتيبة واحدة، على مدار الزمان والمكان، واختلاف الأوطان والأنساب واللغات، تحت راية الله ورسوله.

تقف بإيمانها مترابطة، متكافلة، متوادة، متعاونة صاعدة في طريقها إلى الله.

فهل عرفتَ بشراً أفضل من هذا الطراز؟

وهل رأيت صدقاً وجمالاً وحسناً بلغ كماله في أحسن من هؤلاء؟

فأي جزاء وثواب، وأي مغفرة وأجر، ينتظر هؤلاء عند ربهم؟

{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١٠٠)} [التوبة: ١٠٠].

ومن كان مستناً فليستن بمن قد مات من المؤمنين، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة:

أولئك أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -، أبر هذه الأمة قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه، وإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم، وأدوا حقهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم.

انتقلت إليهم صفات الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فكانوا القرن الأول الذين تلقوا أحكام الدين وسننه وآدابه وأخلاقه من الرسول - صلى الله عليه وسلم - مباشرة.

وبذلوا من أجل ذلك كل شيء، فكانت أوقاتهم للدين .. وأفكارهم للدين، وأنفسهم للدين .. وأموالهم للدين .. وأعمالهم كلها قائمة على الدين.

أئمة في العبادة .. وأئمة في الدعوة .. وأئمة في التعليم .. وأئمة في التعاون على البر والتقوى .. والتواصي بالحق .. والتواصي بالصبر.

<<  <  ج: ص:  >  >>