للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (٧٠) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} (١).

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمَّد - صلى الله عليه وسلم -، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار".

"ومن تأمل خطب النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وخطب أصحابه وجدها كفيلة ببيان الهدى والتوحيد وذكر صفات الرب جل جلاله، وأصول الإيمان الكلية،- والدعوة إلى الله، وذكر آلائه تعالى التي تحببه إلى خلقه، وأيامه التي تخوفهم من بأسه، والأمر بذكره وشكره الذي يحببهم إليه، فيذكرون من عظمة الله وصفاته وأسمائه ما يحببه إلى خلقه ويأمرون من طاعته وشكره وذكره ما يحببهم إليه، فينصرف السامعون وقد أحبوه وأحبهم. وكان - صلى الله عليه وسلم - يكثر أن يخطب بالقرآن وسورة ق (٢): قالت أم هشام بنت الحرث بن النعمان: ما حفظت ق إلا من فِيّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ممايخطب بها على المنبر" (٣).

[وجوب الإنصاف وحرمة الكلام أثناء الخطبة]

عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت والإمام يخطب فقد لغوت (*) " (٤).

[بماذا تدرك الجمعة؟]

صلاة الجمعة ركعتان في جماعة، فمن تخلف عن الجماعة ممن لا تجب عليه الجمعة أو كان معذورا صلى الظهر أربع ركعات، ومن أدرك ركعة مع الإِمام فقد


(١) الأحزاب (٧٠، ٧١)
(٢) زاد المعاد (١١٦/ ١).
(٣) متفق عليه: خ (٩٣٤/ ٤١٤/ ٢)، م (٨٥١/ ٥٨٢/ ٢)، نس (١٠٤/ ٣)، جه (١١١٠/ ٣٥٢/ ١)،
د (١٠٩٩/ ٤٦٠/ ٣)، مختصرًا، ت (٥١١١/ ١٢/ ٢) بنحوه.
(*) لغوت: اللغو هو الكلام الباطل.
(٤) صحيح: [ص. جه ٩١١]، نس (١١٢/ ٣)، جه (١١١٠/ ٣٥٦/ ١)، بنحوه.

<<  <   >  >>