للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[اليمين اللغو وحكمها]

لغو اليمين: هو الحلف من غير قصد اليمين، كقول الرجل: والله لتأكلنّ، أو لتشربنّ ونحو ذلك، لا يريد به يمينا.

ولا ينعقد هذا اليمين، ولا يؤاخذ به الحالف.

قال تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ} (١).

وقال تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ} (٢).

وعن عائشة رضي الله عنها: "لا يؤاخذكم الله باللغو" قالت: أنزلت في قوله: لا والله، وبلى والله" (٣).

[اليمين الغموس وحكمها]

هى اليمين الكاذبة التي تُهضم بها الحقوق، أو التي يقصد بها الفسق والخيانة.

وسميت بذلك لأنها تغمس صاحبها في الإثم ثم في النار.

وهى من أكبر الكبائر، ولا كفارة فيها, لأن الله يقول {وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ} (٢)، وهذه يمين غير منعقدة لأن المنعقد ما يمكن حلّه، ولا يتأتى في اليمين الغموس البرُّ أصلًا.

قال تعالى: {وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (٤).

قال الطبرى - رحمه الله -:


(١) البقرة: ٢٢٥.
(٢) المائدة: ٨٩.
(*) اليمين الغَمُوس: قيل سميت بذلك لأنها تغمس صاحبها في الإثم ثم في النار.
(٣) صحيح: [ص. د ٢٧٨٩]، خ (٦٦٦٣/ ٥٤٧/ ١١).
(٤) النحل: ٩٤.

<<  <   >  >>