للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[متى يصح ومتى لا يصح]

يصح النذر وينعقد إذا كان قربة يتقرب بها إلى الله سبحانه، ويجب الوفاء به، لحديث عائشة السابق "من نذر أن يطيع الله فليطعه".

ولا يصح النذر في المعصية، ولكن تجب به كفارة اليمين:

عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا نذر في معصية، وكفارته كفارة يمين" (١).

وأما النذر المباح مثل أن ينذر أن يحج ماشيًا أو يقوم في الشمس، فلا ينعقد، ولا يجب به شيء:

عن أبي هريرة قال: "رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيخًا يمشي بين ابنيه يتوكأ عليهما فقال: ما شأن هذا؟ قال ابناه: يا رسول الله كان عليه نذر فقال - صلى الله عليه وسلم -: اركب أيها الشيخ، فإن الله غنى عنك وعن نذرك" (٢).

وعن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرّ برجل بمكة وهو قائم في الشمس، فقال: ما هذا؟ قالوا: نذر أن يصوم ولا يستظل إلى الليل، ولا يتكلم، ولا يزال قائما. قال: "ليتكلم وليستظل وليجلس وليتم صومه" (٣).

[من نذر ثم عجز عن الوفاء]

من نذر طاعة ثم عجز عن الوفاء بما نذر فعليه كفارة يمين:

عن عقبة بن عامر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "كفارة النذر كفارة اليمين" (٤).

[من نذر ثم مات]

ومن نذر نذرًا ثم مات قبل أن يقضيه قضاه عنه وليّه:

عن ابن عباس أنه قال: استفتى سعد بن عبادة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نذر كان على أمه تُوفيت قبل أن تقضيه. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فاقضه عنها" (٥).


(١) صحيح: [الإرواء ٢٥٩٠]، د (٣٢٦٧/ ١١٥/ ٩)، ت (١٥٦٢/ ٤٠/ ٣)، نس (٢٦/ ٧)، جه (٢١٢٥/ ٦٨٦/ ١).
(٢) صحيح: [مختصر م ١٠٠٥]، م (١٦٤٣/ ١٢٦٤/٣).
(٣) صحيح: [الإرواء ٢٥٩١]، خ (٤/ ٢٧٦)، د (٣٣٠٠).
(٤) صحيح: [ص. ج ٤٤٨٨]، م (١٦٤٥/ ١٢٦٥/٣)، نس (٢٦/ ٧).
(٥) متفق عليه: م (١٦٣٨/ ١٢٦٠/ ٣) وهذا لفظه، خ (٦٦٩٨/ ٥٨٣/ ١١)، د (٣٢٨٣/ ١٣٤/٩) ت (١٥٨٦/ ٥١/ ٣)، نس (٢١/ ٧)، جه (٢١٣٢/ ٦٨٩/ ١).

<<  <   >  >>