الكتاب فلسفة تاريخية أصولية للفقه الإسلامي، وتاريخ لأشهر مشاهير فقهاء الإسلام، ففيه تبيان لأصول الاجتهاد, وتدريب عليه، مع بيان المذاهب الأربعة, مملوء بالفوائد التي تتعلق بذلك جميعه.
فالقارئ الفطن يفهم مما تقدَّم فضل الأستاذ المؤلف، ومبلغ الحاجة إلى تأليفه, لا في البلاد المغربية فقط, بل في البلاد الإسلامية التي نهضت اليوم من مرقدها, تبغي لنفسها مكانًا اجتماعيًّا راقيًا يتلاءم مع الأمكنة التي تتبوؤها أمم العالم، وهذا وكتاب "الفكر السامي" المذكور, يتألَّف من أربعة أرباع, كل ربع منها يتضمَّن طورًا من الأطوار الأربعة الآنفة الذكر، وقد طبع منها ربعان فقط, كل منهما في جزء مستقل. "الربع الأول" طور الطفولية, من بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى يوم وفاته, "والربيع الثاني" طور الشباب, من زمان الخلفاء الراشدين إلى آخر القرن الثاني. أهدى المؤلف إلى مجمعنا هذين الربعين أو الجزئين الأول منهما في "١٦٠" صفحة, والثاني في "٣٤٠" صفحة, وقد طبع في مطبعة النهضة بتونس، وإنا لنرجو أن يوفق المؤلف إلى طبع الربعين الأخيرين.
٢- ومن آثار الأستاذ الحجوي المهداة إلينا "المحاضرة الرباطية في إصلاح تعليم الفتيات في الديار المغربية" وقد ألقى الأستاذ هذه المحاضرة في معهد الدروس العليا بالمؤتمر الذي انعقد برباط الفتح سنة ١٩٢٢، وقد نشرتها جريدة النهضة التونسية, ومن يوم إلقائها ونشرها تقدم: تعليم النبات بسرعة مدهشة, حتى في المدينة التي كانت متعصبة كفاس, كان عدد التلميذات "٣٧٤", فبلغ الآن نحو "١٤٠٠" تلميذة رغمًا عن معارضة بعض الأعيان في ذلك, عندما سمعوا المحاضرة تلقى جهرًا في المؤتمر.
وكل من يهمه مطالعة موضوع المرأة المسلمة وتعليمها, ينبغي له مطالعة هذه المحاضرة المفيدة, وقد طالعتها واستفدت منها.
٣- ثم رسالة تتضمَّن المحاضرات التي ألقيت في المؤتمر سنة ١٩٢٤، والخطب التي منها خطبة للمؤلف، ثم قال: ومن مضامين هذه الرسالة يتبيّن للقارئ مبلغ النهضة العلمية في المغرب الأقصى, وحسن اتجاهها إلى ما يرقِّي