بكمالاتكم، المكرر لسانه لوافر حسناتكم، وجميل صفاتكم، فقير ربه, أمير الأمراء محمد بن الخوجة عامل بنزرت -لطف الله به- في ٢٢ جمادى الأخيرة، وفي نوفمبر ١٩٣٠-١٣٤٩.
تقريظ الفقيه النبيه العلامة المتفنن الصوفي قاضي وجدة ثم الجديدة سابقًا, وقاضي سطات الآن, أشهر قضاة المغرب, سيدي الحاج أحمد سكيرج, ونصه:
بسم الله أصول وبحمده أقول، قد طالعت كثيرًا من كتب أهل العصر , ولم أك ممن يعيض عن الاستفادة من تأليف أهل عصره، والاستطلاع على مخبآت مفارق علماء مصره، بل لي ولوع تامٌّ بصرف نفيس الأنفاس في مطالعة ما كتبوه، وبذل أنفس النفائس في اقتناء ما ألفوه، ولم آل جهدًا في محاربة عوامل النفس في إلزامها بتنزيل التناس منازلهم بما أمكنني، فلم أر منها منصفًا يخضع أمام أئمة العصر بإذعان تام, مثل المنصف الذي تجسدت فيه ذاتًا لطيفة ذات السنة, رطبة بالثناء الجميل من سائر الوجوه, حضرة مندوب العلوم والمعارف بالإيالة المغربية الشريفة, الشيخ الإمام أبي الحسن العلامة الشهير, سيدي محمد الحجوزي الثعالبي, عندما اطَّلعت على تأليفه المعنْوَن بالفكر السامي، ذلك لأنه مستحق لما أقول وفوق ما أقول، طالعت كتابه المذكور، فشاهدت أنوار المعارف مشرقة من خل ألفاظه الدرية، وبيان معانيه السحرية، وإن من البيان لسحرًا، فقد كادت قبل تصفح صفحاته أن تفصح عمَّا انطوت عليه، وتنظر العمي إلى سطوره، وتسمع الصم كلماته, في غيبته وحضوره، وهو السهل الممتنع عن الغير الإتيان بمثله.
ولقد حاولت تقريظه، فتلعثم مني اللسان، وارتعشت مني البنان، فأطرقت منه خجلًا، وأنشدت من بحر الخبب مرتجلًا.