دليلًا على ذلك ما أبداه من الفكر السامي، فإنه فكر وسام حقيقة، بل هو الآية الكبرى, وهو فلسفة, ولماذا فلسفة الفقه وعمر الدين مهذبه جامعة مقربة, أبرزها رافلة في حلل التحقق التحرير، والتنميق والتحبير, دالة على غلط ذلك الظن، وعلى أن للمغرب رجالًا حكماء، فشكرًا لك أيها الأستاذ، وكفانا فخرًا وجود أمثالكم, يتحلى بهم جيد العالمية بالمغرب الأقصى والسلام.
وجدة في ٤ ذي الحجة ١٣٤٩, قاضي وجدة إسماعيل الإدريسي.
تقريظ نابغة كتاب وشعراء القطر التونسي, وعين أعيانه رئيس التشريفات الملوكية سابقًا, وشيخ مدينة بنزرت, الجنرال وشيخ مدينة بنزرت, الجنرال السيد محمد بن خوجة, ونصه:
بعد الحمدلة والصلاة، العلامة النحرير، المتحلي من الكمالات بكثير, الأستاذ الأرضى، والهمام الأحظى، الشيخ سيدي محمد الحجوي، مندوب المعارف، والجامع بين تيدها والطارف، حرس الله مقامه، وأيد بنوره قوله وكلامه، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد وصلنا -وصلتكم السعادة الحسنى وزيادة- الربع الثالث من كتاب "الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي", وقد سرحنا طرف الطرف، فإذا هو غزير الفائدة، عميم الإجادة, جدير بالتهاني كشقيقه الأول والثاني، بحيث جاء متممًا لما تقدمه من التعريف بأصول التكليف، وبيان القول الصحيح منها من الضعيف, تلقاء مادة الروح الإسلامية، التي هي النطفة الفقهية المستمدة من الآيات الشريفة، المتممة لمبارك الأحاديث الصحيحة، والأقوال الراجحة النافعة التي هي للشبهات دافعة، وللكتاب والسنة راجعة، وأنه بلسان الحق لصنيعٍ مشكور, سيحفظ لكم إن شاء الله جميل الذكر مذ الأعوام والدهور, كيف لا وشهرة فضلكم وغزارة علمكم بعدت بمثلها العهود، وفي عالم الغيب والشهود، والرجاء بالله أن يعينكم على إنجاز مشروعكم, بإبراز الربع الرابع مع ما يتبعه من خاتمة الكتاب المشرئبة نحوها عيون الألباب، لأنها الركن الركين، لتعلقها بكيف يكون التجديد المتين، نسأل الله تعالى أن يديم لكم النفع دوام الوتر والشفع، وأن يحرس مهجتكم، ويصون بهجتكم, ومعاد السلام عليكم, من أخيكم المتهج