للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما كان كثيرًا.

قال في فتح الباري: وهذه النسحة كانت عند أبي صالح كاتب الليث, رواها عن معاوية بن صالح, عن ابن أبي طلحة, عن ابن عباس, وهي عند البخاري عن أبي صالح, وقد اعتمد عليها كثيرًا في صحيحه، وهي عند الطبري وابن أبي حاتم وابن المنذر بوسائط بينهم وبين أبي صالح, من أول سورة الحج.

فإذا أنصفنا جزمنا بأن ابن عباس هو واضع علم التفسير ومخرجه من العدم, وأول من ألّف فيه قبل مالك وغيره, فهو حَبْر الأمة، وهو ممن ظهر فيه النبوغ العربي في هذا العصر بأكثر معانيه علمًا وفصاحة وكمالًا.

وألمعيته يُضْرَبُ بها المثل، كما قال الحريري في المقالة السابعة: إذًا ألمعيتي ألمعية ابن عباس, وفراستي فراسة إلياس، قال عطاء: ما رأيت أكرم من مجلس ابن عباس؛ أصحاب الفقه عنده, وأصحاب القرآن عنده, وأصحاب الشعر عنده, يصدرهم كلهم من وادٍ واسع، قال مسروق١: إذا رأيت ابن عباس قلت أجمل الناس, فإذا نطق قلت: أفصح الناس, فإذا تحدث قلت: أعلم الناس.

قال ابن المديني٢: إن ابن عباس وان مسعود وزيد بن ثابت كان لكلٍّ منهم أتباع في الفقه يدون في علمهم وفيتاهم قولهم. نقله السخاوي في شرح ألفية العراقي، وتوفي بالطائف حوالي سنة ٦٨ ثمان وستين٣.


١ ابن الأجدع.
٢ علي بن عبد الله.
٣ الإمام أبو العباس عبد الله بن عباس: مروج الذهب "٣/ ٣٧٠"، وأسد الغابة "٣/ ٥٢٤"، تهذيب الأسماء "١/ ١/ ٣١٢"، تاريخ الإسلام "٢/ ٣٠٤"، والعبر "١/ ٣٦"، وتهذيب التهذيب "٢/ ٢٦٥"، ومرآة الجنان "١/ ١٣٠"، والبداية والنهاية "٨/ ٩٠"، العقد الثمين "٥/ ٣٠٩".

<<  <  ج: ص:  >  >>