ولما وصله الجزء الثالث لباريز، قرظه بكتاب كتبه للمؤلف, نقتطف منه هذه الجمل:
أني مع ما ليد من الأشغال الأكيدة، بادرت إلى مطالعة بعض أبواب كتابكم السامي حقيقة, فوجدتها كغيرها مما سبقها في الجزءين الأولين, في غاية من الإتقان والذكاء، واتساع الفكر والأنظار، ومراعاة أحوال السياسة الخاصة بكل عصر من الأعصار، وبكل جيل من الأجيال، ويدل كل ذلك على معرفة تامة بعلم التاريخ، وعلم الأخلاق معًا، وتذاكرت بهذا الخصوص مع م كولان "يعني قيم الخزانة العمة العربية, والمدرس بالمدرسة العليا" ووجدت رأيه مطابقًا مع رأيي بالتمام, على أنه لم يبعثني محض المحبة لكم على ذكر ما ذكرته أعلاه، بل هو نظر كل ذي فكر سالم، سواء سبقت له معرفتك أم لا، على أن ذلك التأليف قلَّما يوجد مثله لمؤلف مغربي حادث, جزاكم الله خيرًا، وأورث أنجالكم تلك الأخلاق الجميلة التي نوركم الله بها ... إلخ, والسلام.
لوسي مرسي ٧ يناير ١٩٣١.
تقريظ الفقيه العدل المدرس, سيدي محمد بن أحمد العبدي الكانوني الأسفي استقرارًا, ونصه:
سيادة الفقيه العلامة الأكمل المشارك المحدث النفاعة الأنبل, أبي عبد الله سيدي محمد بن الحسن الحجوي الجعفري, سلام علكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
فقد بلغنا كتابكم الفكر السامي صبحة يوم الجمعة ٢٦ حجة عامة، فاجتمع لنا في اليوم عيدان؛ يوم الجمعة، وبلوغ ذلك الكتاب النفيس، فلما نظرناه، وسرحنا الطرف في أزهار رياضه، وكرعنا في معين حياضه، فإذا هو كما قال القائل: