والعاطف كالنائب من العامل (١)؛ تقول: يا زيد بشر بالضم، وكذلك: يا زيد وبشر، وتقول: يا زيد أبا عبد الله، وكذلك: يا زيد وابا عدب الله. وهكذا حكمهما مع المنادى المنصوب (٢).
إن كان مضافا أو شبيها بالمضاف.
(١) أي: أن حرف العطف بمنزلة عامل النداء؛ فكأنه داخل على منادى مستقل.
(٢) أي ليس ذلك مختصا بتابع ذي الضم، كما يوهمه كلام الناظم؛ يقول: يا عبد الله أخا محمد، ويا عبد الله وأخا محمد بنصب الأخ، وقد أشار الناظم إلى هذا القسم بقوله:
وما سواه انصب أو ارفع واجعلا … كمستقل نسقاً وبدلا
وهذا البيت يأتي عقب قول الناظم:
تابع ذي الضم المضاف دون "أل" … ألزمه نصباً كـ"أزيد ذا الحيل"
فقوله:"وما سواه"؛ أي ما سنى تابع المضاف المذكور الواجب النصب؛ وهو: المضاف المقرون بأل، والمفرد من نعت وبيان أو توكيد أو نسق مقرون بأل، يجوز رفعه ونصبه كما بين المصنف، أما عطف النسق المجرد من أل، والبدل؛ ففي حكم المنادى المستقل؛ يجب ضمه إذا كان مفردا، ويجب نصبه إن كان مضافا. ويتلخص مما سبق من أحكام هذا الفصل: أن توابع المنادى تنصب -جوازا أو وجوبا، على النحو الذي أو -ضحه المصنف، إلا في موضعين:
أ- أن يكون المنادى المتبوع، لفظ "أي"، أو "أية" أو "اسم إشارة"، فيجب رفع نعتها لتماثل حركته حركة المنادى.
ب- أن يكون المنادى المتبوع مبنيا على الضم، والتابع بدلا، أو عطف نسق مجردا من "أل"، فحكمها حكم المنادى المستقل عند فريق من النحاة، وبعضهم يجيز النصب، وهو رأي حسن.
* "وما" اسم موصول معمول ارفع مقدم. "سواه" سوى ظرف متعلق بمحذوف صلة، والهاء مضاف إليه، "واجعلا" فعل أمر مؤكد بالنون المنقلبة ألفا. "كمستقل" جار ومجرور متعلق باجعل في موضع المفعول الثاني له. "نسقا" مفعوله الأول. "وبدلا" معطوف على نسقا.