فصل: ولا يجوز نداء ما فيه "أل" (١)، إلا في أربع صور:
إحداها: اسم الله تعالى (٢)، أجمعوا على ذلك؛ تقول "يا الله" بإثبات الألفين، و"يلله": بحذفهما، و"يا لله" بحذف الثانية فقط. والأكثر أن يحذف حرف النداء ويعوض عنه الميم المشددة؛ فتقول: "اللهم" (٣)، وقد يجمع بينهما في الضرورة النادرة؛ كقوله:
أقول يا اللهم يا اللهما (٤)
وخير في النظم بين الضم والنصب مع التنوين للضرورة؛ فقال:
واصمم أو انصب اضطراراً نوناً … مما له استحقاق ضم بينا
أي: اضمم أو انصب ما نون اضطرارا، من كان له استحقاق ضم بين فيما سبق، وذلك هو: المفرد العلم، والنكرة القصودة. وإذا نون المبني على الضم بقي على بنائه، أما في حالة تنوينه منصوبا، فالأحسن أنه معرب منصوب للضرورة.
هذا: ويجوز في تابع المنون المضموم: الضم مراعاة للفظه، والنصب مراعاة لمحله. أما تابع المنون المنصوب فيجب نصبه.
(١) لما فيه من الجمع بين معرفين ظاهرين: النداء، وأل؛ وذلك ما لم يعهد في الأساليب العربية، سواء كان النداء بيا، أو إحدى أخواتها. أما دخول "يا" أو غيرها من أحرف النداء على العلم فلا مانع منه؛ لأن العلمية ليست بأداة ظاهرة.
(٢) وذلك للزوم "أل" له، حتى صارت كالجزء منه.
(٣) وهو من الألفاظ الملازمة للنداء. ويقال في إعرابه: "الله" منادى مبني على الضم في محل نصب، والميم المشددة عوض عن حرف النداء "يا".
(٤) عجز بيت من الرجز، لأبي خراش الهذلي. ويقال: هو لأمية بن أبي الصلت، وصدره:
إني إذا ما حدث ألما
اللغة والإعراب: حدث: حادث طارئ من مكاره الدنيا، ألما: نزل. "إني" إن حرف توكيد ونصب، والياء اسمها. "إذا" ظرف فيه معنى الشرط. "ما" زائدة. "حدث" فاعل
"ما" اسم موصول تنازعه الفعلان قبله. "اضطرار" مفعول لأجله. "نونا" فعل ماض للمجهول. والألف للإطلاق، والجملة صلة ما. "مما" متعلق بنونا، وما موصولة، "له" متعلق ببينا. "استحقاق ضم" مبتدأ ومضاف إليه. "بينا" الجملة خبر، وجملة المبتدأ والخبر صلة "ما" الثانية المجرورة بمن.