فصل: مميز الثلاثة والعشرة وما بينهما، إن كان اسم جنس (١) كشحر وتمر، أو اسم جمع كقوم ورهط (٢) خفض بمن؛ تقول. "ثلاثة من التمر"، "وعشرة من القوم"، قال الله -تعالى: ﴿فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ﴾ وقد يخفض بإضافة العدد (٣) نحو: ﴿وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ﴾ وفي الحديث: "ليس فيما دون خمس ذود صدقة"، وقال الشاعر:
ثلاثة أنفس وثلاث ذود (٤)
(١) تقدم الكلام مستوفى على اسم الجنس وأنواعه، واسم الجمع في الجزء الأول صفحة ٢٦.
(٢) رهط الرجل: قومه وقبيلته، وهو من الثلاثة إلى العشرة من الرجال ولا واحد له من لفظه.
(٣) يري بعض النحاة قصر ذلك على السماع.
(٤) صدر بيت من الوافر للحطيئة، من أبيات يشكو فيها ما نزل به من بلاء، وذلك أنه كان في سفر ومعه امرأته أمامة وابنته مليكة، فسرح إبله فافتقد منها ناقة فحزن، وعجز البيت:
لقد جار الزمان على عيالي
وقبله:
أذئب القفر أم ذئب أنيس … أصاب البكر أم حدث الليالي
اللغة والإعراب: ذود: الذود من الإبل: ما بين الثلاثة إلى العشرة، وهي مؤنثة لا واحد لها من لفظها، وقيل غير ذلك. ومن الأمثال:"الذود إلى الذود إبل" أي: إذا جمع القليل إلى القليل صار كثيرا، فهو حث على الإدخار وعدم التبذير.
"ثلاثة" خبر لمبتدأ محذوف أو العكس، وما بعده مضاف إليه؛ أي: نحن ثلاثة أنفس، ولنا ثلاث ذود.
قال المبرد: أراد بثلاث ذود ثلاث نوق؛ كما تدل على ذلك القصة "لقد" اللام موطئة للقسم وقد حرف تحقيق. "الزمان" فاعل جار، "على عيالي" جار ومجرور متعلق بجار.
الشاهد: إضافة العد -وهو ثلاثة- إلى "ذود" المعدود، وهو اسم جمع مؤنث وذلك قليل: والقياس ألا يضاف العدد إلا إلى جمع، وفيه شاهد آخر وهو: تأنيث ثلاثة، والنفس مؤنثة، والقياس: ثلاث أنفس، وقد أنث مراعاة للمعنى، لكثرة إطلاق النفس على الإنسان.