أحدهما: الجر على أنهما حرفا جر (١)، وهو قليل، ولم يحفظه سيبويه في "عدا". ومن شواهده قوله:
أبحنا حيهم قتلًا وأسرًا … عدا الشمطاء والطفل الصغير (٢)
وموضعهما نصب، فقيل هو نصب عن تمام الكلام (٣)، وقيل؛ لأنهما متعلقان بالفعل المذكور (٤).
(١) ويكون ما بعدهما مجرورا، لفظا، والجار والمجرور متعلقان بما قبلهما من فعل أو شبهه، وقيل: لا يتعلقان بشيبء كما سيأتي، وهذا إذا لم تتقدم عليهما "ما" المصدرية، وإلا وجب اعتبارهما فعلين.
(٢) بيت من الوافر، لم ينسب لقائل.
اللغة والإعراب: أبحنا: أحللنا، من أباح الشيء، إذا أحله، والمراد: استأصلنا.
"حيهم" مفعول أبحنا ومضاف إليه، "قتلا" تمييز، ويجوز أن يكون "حيهم" منصوبا على نزع الخافض، أي في حيهم، و"قتلا" مفعول به. "الشمطاء" مجرور بـ"عدا".
المعنى: استبحنا القتل والأسر، واستأصلنا هذه القبيلة، ولم نترك إلا العجائز من النساء، والصغار من الأطفال.
الشاهد: جر الاسم الواقع بعد "عدا" على أنها حرف جر.
(٣) أي تمام الجملة قبلهما، فتكون هي الناصبة لمحلهما على الاستثناء، كما قيل في تمييز النسبة: إن العامل فيه النصب هو الجملة قبله، ولا يحتاجان لمتعلق على اعتبارها من أحرف الجر الشبيهة بالزائد.
(٤) أي قبلهما، فيكونان حينئذ في موضع نصب على المفعول به، قيل: والأرجح الأول.