للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باب: في ذكر أسماء لازمت النداء (١)

منها "فل"، و"فلة"، بمعنى رجل، وامرأة (٢)، وقال ابن مالك وجماعة: بمعنى زيد،

لا يخرق اللوم حجاب مسمعي

وهذا البيت من قصيدة مشهورة مطلعها:

قد أصبحت أم الخيار تدعي … علي ذنبا كله لم أصنع

من أن رأت رأسي كرأس الأصلع … ميز عنه قنزعا عن قنزع

جذب الليالي أبطئي أو أسرعي … أفناه قيل الله للشمس اطلعي

حتى إذا وارك أفق فارجعي


اللغة والإعراب: لا تلومي: من اللوم؛ وهو كثرة العتاب. أهجعي: من الهجوع، وهو الرقاد بالليل، والمراد: ترك ما هي فيه من لوم وتعنيف. حجاب مسمعي. كناية عن الأذن. "يا بنية" "يا" للنداء، وابنة منادى منصوب. "عما" مضاف إليه مجرور بكسرة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم المنقلبة ألفا. منع من ظهورها فتحة مناسبة الألف، والألف المنقلبة عن الياء مضاف إليه. "لا تلومي" لا ناهية وتلومي فعل مضارع مجزوم بلا بحذف النون، "واهجعي" فعل أمر معطوف عليه.
والمعنى: دعي واتركي لومي وعتابي يا بنة عمي، وخذي نفسك بالراحة، ونامي؛ فإن لومك هذا لا يصل إلى سمعي ولا أستمع له، وكانت -كثيرة اللوم له لكبره وضعفه ولا سيما وقت النوم والراحة.
والشاهد: في "يا بنة عما"؛ حيث أثبت الألف المنقلبة عن ياء المتكلم للضرورة.

باب في ذكر أسماء لازمت النداء
(١) أي لا تستعمل إلا منادى؛ فلا تقع فاعله، ولا مفعولة، ولا مبتدأ، ولا خبرا، ولا اسما، أو خبرا لناسخ، ولا مضافا إليها، ولا شيئاً آخر غير المنادى.
ومن الأسماء ما لا يصح أن يكون منادى على الصحيح؛ كالاسم المضاف إلى ضمير المخاطب؛ نحو: يا أخاك، وكضمائر غير المخاطب، واسم الإشارة المتصل بكاف الخطاب؛ نحو: يا ذاك، والاسم المبدوء "بأل"، في غير المواضع المستثناة التي سبق ذكرها.
(٢) أي فهما كنايتان عن نكرتين من جنس الإنسان، مستقلتان عن فلان وفلانة. وأصل "فل"

<<  <  ج: ص:  >  >>