للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذا باب النائب عن الفاعل:

قد يحذف الفاعل للجهل به، كسرق المتاع، أو لغرض لفظي، كتصحيح النظم (١)، في قوله:

علقتها عرضا وعلقت رجلًا … غيري وعلق أخرى ذلك الرجل (٢)

أو معنوي، كأن لا يتعلق بذكره غرض (٣)، نحو: ﴿فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ﴾، ﴿وَإِذَا

هذا باب النائب عن الفاعل:

(١) وكالإيجاز في العبارة، نحو: قوله تعالى: ﴿وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ﴾، وكالمماثلة بين حركات الحروف الأخيرة في السجع، نحو: من طابت سريرته حمدت سريرته.

(٢) بيت من البسيط للأعشى ميمون بن قيس، من لاميته المشهورة التي مطلعها:

ودع هريرة إن الركب مرتحل … وهل تطيق وداعًا أيها الرجل

اللغة والإعراب: علقتها: أحببتها وتعلقت بها، عرضًا: أي من غير قصد وتعمد، "علقت" فعل للمجهول والتاء نائب فاعل وهي المفعول الأول، "ها" مفعول ثان، "عرضا" مفعول مطلق لبيان نوع العامل، و"علقت" التاء للتأنيث ونائب الفاعل يعود على هريرة المذكورة في مطلع القصيدة، وهو المفعول الأول: "رجلا" مفعول ثان. "غيري" ظرف صفة لرجل منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، "وعلق" ماض للمجهول، "أخرى" مفعول ثان مقدم. "ذلك" ذا: نائب فاعل وهو المفعول الأول، "الرجل" بدل من اسم الإشارة.

المعنى: حبب الله إلي هريرة، وعلقت بها حين اعترضتني من غير قصد ولا تعمد عني لرؤيتها، وحببها في رجل غيري، وحبب إلى ذلك الغير امرأة أخرى، فكل تعلق قلبه بشخص لم يعبأ به، ولم يلتفت إليه.

الشاهد: بناء الأفعال الثلاثة، وهي "علق" في البيت للمجهول، وحذف الفاعل للعلم به وهو الله تعالى، وذلك من أجل تصحيح النظم.

(٣) أي أن يعرف السامع أنه ليس هناك قصد ولا تعلق بذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>