للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل: في زيادة همزة الوصل (١).

هي: همزة سابقة موجودة (٢) في الابتداء، مفقودة في الدرج (٣).

ولا تكون في مضارع مطلقًا (٤)،. . . . . . . . . . .

(١) الكلام فيها تكمل للكلام السابق على زيادة الهمزة، وأفردت بفصل خاص لاختصاصها بالأحكام التي ستأتي وسميت بذلك؛ لأنها تسقط عند وصل الكلمة بها قبلها وتثبت عند البدء بها؛ أو لأنه يتوصل بها إلى النطق بالساكن؛ ولذلك يسميها الخليل: "سلم اللسان".

(٢) أي: واقعة في أول الكلمة متقدمة على جميع حروفها.

(٣) أي: في الاستمرار في الكلام، ووصل الكلام بعضه ببعض؛ لأنه إنما جيء بها لتكون وصلة للبدء بالساكن، قيل: وكان الأجدر أن يسمى: همزة الابتداء أما همزة القطع فهي التي تثبت في الوصل وفي الابتداء.

وقد أشار الناظم إلى تعريف همزة الوصل بقوله:

للوصل همز سابق لا يثبت … إلا إذا ابتدي به كاستثبتوا*

وفي قوله: للوصل همز، إشارة إلى أن همزة الوصل وضعت همزة لا ألفًا، وقوله استثبتوا، بكسر الباء، أمر للجماعة بالاستثبات من الشيء ومعرفته حق المعرفة.

ويجوز أن يكون فعلا ماضيًا عند فتحها، وتعرف همزة الوصل بسقوطها في التصغير؛ كبُنَي وسمي في ابن واسم، بخلاف همزة القطع، فتقول في أب وأخ: أبي وأخي وقد تثبت همزة الوصل في الضرورة كقول الشاعر:

إذا جاوز الإثنين سر فإنه … بنث وتكثير الوشاة قمين*

كما تحذف همزة القطع عند الضرورة أيضًا؛ كقول القائل:

إن لم أقاتل لبسوني برقعا

(٤) ثلاثيا أو غيره، مجردًا أو مزيدًا؛ ذلك لأنه مبدوء بحرف المضارعة وهي متحركة دائمًا فلا حاجة به إلى همزة الوصل.


* "للوصل" خبر مقدم. "همز" مبتدأ مؤخر، "سابق" نعت لهمز. "لا يثبت" الجملة نعت ثان له. "إلا" أداة استثناء لإيجاب النفي. "إذا" ظرف متعلق بيثبت. "به" نائب فاعل ابتدي. "كاستثبتوا" الكاف جارة لقول محذوف، "استثبتوا" فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعل.

<<  <  ج: ص:  >  >>