اسم الفعل: ما ناب عن الفعل معنى واستعمالًا؛ كـ"شتان"(٢)، و"صه"، و"أوه".
والمراد بالاستعمال: كونه عاملًا غير معمول (٣)؛ فخرجت المصادر والصفات في نحو: ضربًا زيدًا؛ وأقائم الزيدان؛ فإن العوامل تدخل عليها (٤). ووروده بمعنى الأمر كثير؛ كـ"صه" ومه، وآمين"؛ بمعنى: اسكت، وانكفف، واستجب. ونزال وبابه (٥).
[باب: أسماء الأفعال]
(١) اسم الفعل هو: اسم ينوب عن فعل معين، ويتضمن معناه وزمنه، ويعمل عمله من غير أن يقبل أو يتأثر بالعوامل، ويمتاز عن الفعل الذي هو بمعناه بأنه أقوى منه في الدلالة على أداء المعنى وإبرازه كاملًا، مع إيجاز في اللفظ أحيانًا؛ لالتزامه صورة واحدة، لا تتغير غالبًا مع الإفراد والتذكير وفروعهما.
وكونه اسما هو الصحيح، ومدلوله لفظ الفعل من حيث دلالته على معناه الموضوع له.
(٢) شتان معناه: افترق. والصحيح أن يكون الافتراق خاصا بالأمور المعنوية؛ كالعلم، والفهم، فلا يقال: شتان المتخاصمان، وهو يطلب فاعلا متعددا بواو العطف لا غير، وقد تزاد بعدها "ما"؛ تقول: شتان ما علي ومعاوية في الشجاعة، وقد تزاد "ما بين"؛ كقول ربيعة بن ثابت، يمدح يزيد بن حاتم المهلبي، ويهجو يزيد بن أسيد السلمي:
لشتان ما بين اليزيدين في الندى … يزيد سليم والأغر بن حاتم
"فاليزيدين" فاعل مرفوع تقديرًا، و"ما بين" زائدة. والظاهر: أن شتان في مثل هذا بمعنى "بعد: ". ولا تزاد "بين" وحدها، وأما قول الشاعر:
جازيتموني بالوصال قطيعة … شتان بين صنيعكم وصنيعي
فلم يستعمله العرب، ويخرج على أن "ما" مضمرة قبل "بين".
(٣) أي غير معمول لعامل يقتضيه؛ فاعلا أو مفعولا، مثلا، وهذا لا يمنع أن يكون معمولا للحروف الناصبة أو الجازمة.
(٤) أي: وتعمل فيها؛ فإن "ضربا" منصوب بما ناب عنه؛ وهو: "اضرب"، و"أقائم" مرفوع بالابتداء.
(٥) مر ما ينقاس فيه "فعال" في باب "أسماء لازمت النداء".