للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذا باب التأنيث:

لما كان التأنيث فرع التذكير (١) احتاج لعلامة، وهي:

إما "تاء" محركة (٢) وتختص بالأسماء كقائمة أو "تاء" ساكنة وتختص بالأفعال كقامت. وإما ألف مفردة (٣) كحبلى، أو ألف قبلها ألف فتقلب هي (٤) همزة كحمراء، ويختصان بالأسماء. وقد أنثوا أسماء كثيرة (٥) بتاء مقدرة (٦) ويستدل على ذلك:

بالضمير العائد عليها؛ نحو: ﴿النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾، ﴿حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا﴾.

هذا باب التأنيث:

(١) قيل: إنما كان التأنيث فرع التذكير؛ لأن الأصل في جميع الأشياء كما يقول سيبويه التذكير؛ بدليل أنه يطلق على كل مذكر أو مؤنث لفظ "شيء" وهذا اللفظ مذكر، وأيضًا فهو لا يحتاج إلى زيادة.

(٢) وتكون مربوطة، وتقلب في الوقف هاء؛ ولذلك يسميها بعض النحاة "هاء التأنيث" هي أظهر في الدلالة على التأنيث من الألف؛ لأنها لا تلتبس بشيء بخلاف الألف، فإنها تلتبس بألف الإلحاق وألف التكسير.

(٣) أي: لس معها ألف أخرى، وتسمى "الألف المقصورة" وهي ألف لينة مفردة زائدة قبلها فتحة للدلالة على التأنيث، ولا يلحقها تنوين ولا تاء، وتزداد في آخر الأسماء المعربة.

(٤) أي: الألف الثانية التي للتأنيث، وهذا رأي البصريين وهو الراجح، وتزاد في آخر بعض الأسماء المعربة الجامدة أو المشتقة. ولا يجمع بين الألف والتاء في التأنيث.

أما "علقاة" لنبت، و"أرطاة" لشجر، فألفها مع التاء للإلحاق بجعفر، ومع عدمها تحتمل الإلحاق والتأنيث.

(٥) أي: من مجازي التأنيث والتذكير، وسبيل ذلك السماع.

(٦) وذلك مثل: دار، وشمس، وأرض، وعين، وأذن، ولا يقدر غير التاء؛ لأنها أكثر وأظهر في الدلالة على التأنيث كما بينا.

<<  <  ج: ص:  >  >>