وهو تنبيه المخاطب على أمر محمود ليفعله (٢). وحكم الاسم فيه حكم التحذير الذي لم يذكر فيه "إيا"؛ فلا يلزم حذف فاعله إلا في عطف أو تكرار؛ كقولك: المروءة والنجدة؛ بتقدير: الزم، وقوله:
أخاك أخاك إن من لا أخًا له (٣)
باب الإغراء:
(١) الإغراء: مصدر أغريت فلانا بكذا: حببته إليه، وحملته على فعله.
(٢) يقال في هذا التعريف ما قيل في التحذير، والفعل المقدر هنا: الزم ونحوه، وأسلوب الإغراء يشمل: المغرِي؛ وهو المتكلمُ، والمغرَى؛ وهو المخاطب، والمغرَي به؛ وهو الأمر المحبوب.
(٣) صدر بيت من الطويل، لمسكين الدارمي، وقيل: هو لإبراهيم بن هرمة القرشي، والصواب أنه لمسكين، وعجزه:
كساع إلى الهيجا بغير سلاح
اللغة والإعراب: الهيجاء: الحرب، وهي تمد وتقصر. "أخاك" منصوب على الإغراء بتقدير الزم محذوفا وجوبا للتكرار. "أخاك" الثاني توكيد: "من" اسم موصول اسم إن. "لا" نافية للجنس. "أخا" اسمها مبني على فتح مقدر على الألف. "له" جار ومجرور خبرها، وقيل: الأحسن أن يكون خبر "لا" محذوفا، و"أخا" مضاف إلى ضمير "له"، واللام زائدة؛ أي إن الذي لا أخاه موجود، والجملة من لا ومعموليها صلة الموصول. "كساع" متعلق بمحذوف خبر إن. "إلى الهيجا" متعلق به.
المعنى: الزم أخاك ولا تفارقه واحرص عليه؛ فالشخص الذي ليس له أخ يعينه ويعضده؛ كمن يذهب إلى الحرب وليس معه عدتها ولا أداتها. والظاهر أنه يريد أخا النسب، لا أخا الصداقة والألفة كما يراه بعضهم؛ لقوله بعد ذلك:
وإن ابن عم المرء فاعلم جناحه … وهل ينهص البازي بغير جناح
فيكون قد أوصى أولا على التمسك بالأخوة، ثم بأبناء العم.